كشف تقرير حديث، أن خطة التخفيضات الضريبية الكبيرة في المملكة المتحدة لتعزيز النمو الاقتصادي، ستفيد الأغنياء أكثر بكثير من ملايين الأشخاص ذوي الدخل المنخفض.
ويوم الجمعة، أعلن وزير المالية البريطاني، كواسي كوارتنج، عن مجموعة كبيرة من التخفيضات الضريبية، بما في ذلك إلغاء أعلى سعر يدفعه أصحاب الدخول الأعلى، وتخفيضات في الرسوم المدفوعة على مشتريات المنازل.
وتقدر وزارة الخزانة البريطانية أن التخفيضات ستمحو 45 مليار جنيه إسترليني (48 مليار دولار) من الإيرادات الحكومية السنوية على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وهذا أكبر تخفيض ضريبي منذ نصف قرن، وفقا لمعهد الدراسات المالية.
في حين ستشهد جميع الأسر معدلات ضرائب الدخل الخاصة بها تنخفض، وسيتم تحديد فواتير الطاقة الخاصة بها بمتوسط 2500 جنيه إسترليني سنويا (2689 دولارا)، سيكون أغنى الناس هم الأكثر استفادة.
وأعلن وزير المالية، خفض أعلى معدل لضريبة الدخل – الذي يدفعه أولئك الذين يكسبون أكثر من 150 ألف جنيه إسترليني (161.327 دولارًا) – إلى 40% من 45%.
وسيضع ذلك في المتوسط 10000 جنيه إسترليني (10755 دولارا) في جيوب ما يقرب من 600 ألف شخص يدفعون حاليا أعلى معدل ضرائب، أو ما يزيد قليلاً عن 1% من البالغين، بحسب تقديرات معهد الدراسات المالية.
أما الذين يزيد دخلهم عن مليون جنيه إسترليني (1.08 مليون دولار) سيحصلون على 40000 جنيه إسترليني (43201 دولارًا) سنويا.
وقالت مؤسسة الأبحاث المستقلة، إن “عددا قليلاً من الأفراد ذوي الدخل المرتفع للغاية سيكسبون الكثير”.
كما أعلن وزير المالية، أنه سيعجل خطة لخفض المعدل الأساسي لضريبة الدخل من 20% إلى 19%.
ومن المتوقع أن يتلقى أكثر من 27 مليون شخص في هذا النطاق الضريبي 125 جنيها إسترلينيا (134 دولارا) سنويا.
وفق شبكة “سي إن إن”، قالت مؤسسة “ريزوليوشن”، إن “الأسر ذات الدخل المرتفع هي أكبر الفائزين من تغييرات وزارة المالية في الضرائب الشخصية”.
وقدرت مجموعة أبحاث مكافحة الفقر، أن ما يقرب من نصف المكاسب من التخفيضات الضريبية الشخصية ستذهب إلى أغنى 5% من الأسر، في حين أن 12% فقط من المنفعة ستذهب إلى النصف الأفقر.
وقال وزير المالية، إن التخفيضات الضريبية التي أجراها “تحابي الناس في جميع مستويات الدخل”. وأضاف: “لقد وضعنا بالفعل المزيد من الأموال في جيوب الناس.. نحن نقدم التخفيض في المعدل الأساسي لضريبة الدخل وهناك المزيد في المستقبل”.
وعلى الرغم من وعود رئيسة الوزراء، ليز تروس، بإنقاذ البلاد من الركود، وتعزيز النمو والسماح للبريطانيين بالاحتفاظ بقدر أكبر مما يكسبونه، تتوقع مؤسسة “ريزوليوشن”، أن ترتفع نسبة الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع خلال العامين المقبلين من 17% إلى 20%.
وكانت الحكومة البريطانية، قد أعلنت أنها سترفع سقفًا يقيد علاوات المصرفيين لمضاعفة رواتبهم السنوية في محاولة لتشجيع البنوك العالمية على الاستثمار في البلاد.
وتم إدخال الحد الأقصى بعد الأزمة المالية العالمية لردع المجازفة المفرطة.
وأدت خطة خفض الضرائب واقتراض المزيد، إلى اضطراب الأسواق منذ يوم الجمعة، مع انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى له على الإطلاق مقابل الدولار فوق 1.03 دولار في وقت سابق من تعاملات جلسة الإثنين.
وهذا يعني أن الاقتصاد المعتمد على الاستيراد يمكن أن يتوقع دفع المزيد مقابل الغذاء والطاقة والسلع الأخرى، مما يرفع الأسعار للمستهلكين في وقت يحاول فيه بنك إنجلترا السيطرة على التضخم.
