بسبب برنامج اقتصادي فاشل.. سخر الأميركيون من رئيسهم – بوابة مشاهير

إسلام جمال27 سبتمبر 2022 مشاهدة
بسبب برنامج اقتصادي فاشل.. سخر الأميركيون من رئيسهم – بوابة مشاهير

خلال شهر آب/أغسطس 1974، تولى الجمهوري جيرالد فورد (Gerald Ford) منصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية خلفا لريتشارد نيكسون (Richard Nixon) الذي استقال عقب فضيحة ووترغيت (Watergate). ومع توليه لزمام الأمور بالبلاد، اتجه جيرالد فورد، الذي أصبح الرئيس رقم 38 بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية، للبحث عن حل لحالة التضخم الهائل التي عاشت على وقعها البلاد. وخلال الفترة التالية، وضع الأخير خطة اقتصادية سرعان ما انهارت مثيرة بذلك سخرية الأميركيين.

خطة جيرالد فورد وأسباب الأزمة

من خلال خطاب ألقاه يوم 8 تشرين الأول/أكتوبر 1974 أمام الكونجرس، عرض جيرالد فورد خطة ” القضاء على التضخم حالا ” (Whip Inflation Now) التي أشار إليها بعبارة WIN. وببرنامجه، طالب جيرالد فورد المؤسسات بتخفيض أسعار المنتجات أو الحفاظ عليها مستقرة كما حث المواطنين الأميركيين على تخفيض نفقاتهم والحفاظ على الطاقة.

من ناحية أخرى، اتجه فورد لفرض ضريبة إضافية على المؤسسات الصناعية والأشخاص ذوي الدخل المرتفع وطالب في الآن ذاته بخفض الواردات النفطية الأميركية بحوالي مليون برميل يوميا تزامنا مع ارتفاع الأسعار بالسوق العالمية.

وأثناء حديثه عن خطته، أشار جيرالد فورد للرئيس السابق فرانكلن روزفلت وتحدث عن أزمة الكساد العظيم وفترة الثلاثينيات مؤكدا أن الوضع يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ المواطن الأميركي والإقتصاد.

إلى ذلك، برزت أزمة التضخم بالسبعينيات بسبب العديد من العوامل. فخلال السنوات السابقة، أمر الرئيس السابق ليندون جونسون المؤسسات الصناعية الأميركية بعدم رفع الأسعار وحث في الآن ذاته النقابات العمالية على تجنب فكرة الترفيع في الأجور.

وإضافة لأزمة النفط عام 1973، حاول الرئيس السابق ريتشارد نيكسون، مطلع السبعينيات، إصلاح الوضع بالبلاد عن طريق حزمة من التغييرات الاقتصادية حاول من خلالها فرض رقابة على الأسعار والأجور. وبدلا من تخفيف الأزمة، قفزت نسبة التضخم لتبلغ 12 بالمائة عام 1974.

فشل البرنامج وسخرية من الرئيس

أملا في الترويج لهذا البرنامج الاقتصادي وحث الأميركيين على المساهمة فيه، انتشرت بأرجاء الولايات المتحدة الأميركية ملصقات حملت الرمز WIN. فضلا عن ذلك، سجّل هذا الرمز ظهوره بالعديد من المنتجات الأخرى، كالأحذية والمحفظات والساعات، التي بيعت بالمتاجر.

وبادئ الأمر، تحمّس المواطنون الأميركيون لبرنامج الرئيس جيرالد فورد على الرغم من الشكوك التي أثارها مساعدوه ومستشاروه الاقتصاديون حول مدى جدواه.

بحلول العام التالي، لم يلاحظ الأميركيون أي تحسن في وضعهم الاقتصادي. وبسبب ذلك، أصبح برنامج جيرالد فورد محل سخرية. من ناحية أخرى، لجأ الأميركيون لقلب الرمز WIN الذي أصبح NIM للإشارة لعبارة ” لا معجزات فورية ” (No Immediate Miracles).

خلال العامين والنصف الذين قضاهما بالبيت الأبيض، عجز جيرالد فورد عن إيجاد حل للتضخم الذي استقر غالبا في حدود 9 بالمائة. وبحلول شهر آذار/مارس 1975، تخلت الولايات المتحدة الأميركية رسميا عن البرنامج الذي جاء به فورد واتجهت في المقابل للبحث عن حلول لمنع الركود الاقتصادي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل