في وثيقة تاريخية يعود عمرها إلى 20 أكتوبر (تشرين الأول) من العام 2009، قدم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عندما كان رئيسًا للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رؤية استراتيجية شاملة لتطوير نظام النقل العام في مدينة الرياض.
وعرض الملك سلمان عندما كان أميراً للعاصمة السعودية الرياض، على الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز التحديات التي كانت تواجه المدينة آنذاك، مثل النمو السكاني المتزايد، وتأثيراته على البنية التحتية، خاصة الطرق وحركة المرور. ومن هنا، انطلقت فكرة المشروع بإنشاء العمود الفقري للنقل العام المتمثل في القطار الكهربائي والحافلات لتغطية كامل المدينة.
ملامح الوثيقة التاريخية
الوثيقة لم تقتصر على الرؤية فحسب، بل تضمنت خططًا متكاملة ومواصفات فنية دقيقة، أعدتها الهيئة العليا، بما يشمل تصميم الشبكة التي تمتد بطول 708 كيلو متر، مع ربطها بالخدمات المحلية لتسهيل التنقل داخل العاصمة السعودية.
وأوضحت الوثيقة استخدام الملك سلمان، عبارة «العمود الفقري» لوصف مشروع النقل العام بشقيه «الحافلات والقطار»، كأول استخدام لهذا التعبير؛ هو دلالة على اهتمامه البالغ بهذا المشروع وأولويته منذ قرابة العقدين، إلى جانب نظرته لمستقبل المدينة، واستشرافه لما ستصبح عليه؛ من خلال وضع مشاريع استراتيجية تهدف إلى معالجة المشكلات الناتجة عن التوسع العمراني وارتفاع عدد السكان.
رؤية الملك سلمان: من فكرة إلى واقع
مراقبون لتاريخ المشروع اعتبروا لـ«الشرق الأوسط» أن ما يميّز هذا المشروع هو امتداد الرؤية رغم مرور أكثر من عقد على طرحها، لتصبح اليوم واقعًا ملموسًا من خلال افتتاح الملك سلمان، الأربعاء، قطار الرياض، أحد أضخم مشاريع النقل العام عالميًا.
وأضاف متابعون لمشاريع النقل في السعودية، أن هذه الاستمرارية تعكس القيادة المؤسسية وثبات النهج التنموي في السعودية، حيث تجاوزت التحديات والتغيرات لضمان تحقيق الأهداف الاستراتيجية.
التخطيط المستدام
وبيّنت الوثيقة التاريخية، الدليل على أهمية التخطيط طويل المدى، الذي يركز على مواجهة التحديات الحضرية بحلول مبتكرة ومستدامة، مما يجعل «قطار الرياض» ليس مجرد وسيلة نقل، بل نموذج يُحتذى به للمشاريع التنموية الكبرى التي تستهدف تحسين جودة الحياة للمواطن والمقيم.
واتفق مراقبون واكبوا افتتاح «قطاع الرياض» أن السعودية أثبتت خلال السنوات الأخيرة، بأن أن الرؤى الواضحة والمبنية على التخطيط الدقيق قادرة على تحويل الطموحات إلى إنجازات، وتترك أثرًا دائمًا للأجيال القادمة.
وكان الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الأربعاء، وجه الشكر لخادم الحرمين على دعمه مشروع النقل العام بمدينة الرياض بشقيه القطار والحافلات، معتبراً أنه يُعد «ثمرة من ثمار غرس» الملك سلمان بن عبدالعزيز، و«انطلاقًا من رؤيته الثاقبة» عندما كان رئيسًا للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.
المصدر : وكالات