تحتفي مصر بفن التحطيب الذي يعتمد على اللعب بالعصي وينتشر في محافظات الجنوب بوصفه تقليداً احتفالياً شعبياً، عبر افتتاح الدورة الـ14 للمهرجان القومي للتحطيب الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، بساحة أبو الحجاج الأقصري بمدينة الأقصر.
المهرجان الذي بدأ، الخميس، ويستمر حتى الاثنين 9 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، يضم مجموعة من شيوخ اللعبة، ولاعبي التحطيب، من الأقصر ومحافظات الصعيد، كما يشهد عروضاً فلكلورية، تقدمها 7 فرق تابعة لقصور الثقافة، هي: بني سويف، والمنيا، وملوي، وأسيوط، وسوهاج، والأقصر للفنون الشعبية، بالإضافة إلى فرقة النيل للموسيقى والغناء الشعبي، ويترأس المهرجان هذا العام الفنان أحمد الشافعي.
وافتتح الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، الدورة الـ14 للمهرجان القومي للتحطيب، الذي يُقام بساحة أبو الحجاج الأقصري، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، ويستمر حتى الاثنين 9 ديسمبر.
وعدّ وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هَنو، الاحتفاء بالتحطيب «احتفاء بجزء من التاريخ والهوية المصرية الأصيلة»، مشيراً في بيان للوزارة، الجمعة، إلى أن التحطيب «فن نقشه أجدادنا منذ آلاف السنين على جدران معابدهم، التي نقف اليوم على بُعد خطوات أمام أحد أعظمها وأعرقها، والذي يُمثل دليلاً وشاهداً على روعة الحضارة المصرية وتاريخها الممتد عبر العصور، فالتحطيب فن يُعبر عن الأصالة، ويمثل جزءاً من حضارتنا التي نفخر بها أمام العالم»، لافتاً إلى أن التحطيب تراث عالمي مسجل على قوائم «اليونسكو» لصون التراث.
وقررت منظمة «اليونسكو» تسجيل التحطيب ضمن قوائم الصون العاجل للتراث الإنساني اللامادي عام 2016، بناء على ملف تقدمت به وزارة الثقافة المصرية عام 2014 ثم أجرت تعديلات عليه، وحظي الملف المصري وقتها بمساندة من دول الجزائر وفلسطين ولبنان ودول أخرى لها حق التصويت في اجتماع المنظمة الأممية، بالإضافة إلى دول شاركت في الاجتماع، وهي السعودية والإمارات وعمان والأردن.
وخلال المهرجان، أشاد وزير الثقافة بعروض التحطيب ومهارة لاعبيه، الذين استطاعوا تجسيد هذا الفن في لوحة جمالية عصرية تمزج بين الماضي والحاضر، بما يرسخ قيمة وأهمية صون هذا الموروث الثقافي المتفرد.
وقال نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة محمد عبد الحافظ ناصف، إن «التحطيب لعبة تاريخية موجودة منذ القدم في مصر، ويلعبها الأطفال في القرى والريف ببحري (دلتا مصر) أو الصعيد (جنوب مصر)، وفي المدن أيضاً، كنا نمارس التحطيب ولكن بعصيان الذرة أو القطن، وهي لعبة تشير إلى الرجولة والشجاعة، وهي في الوقت نفسه تعدّ طريقة للدفاع عن النفس في الصعيد والمناطق المنتشرة بها اللعبة».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «الاحتفاء بالتحطيب جاء في منطقة أثرية، لأنه مفردة ثقافية مصرية مهمة وموثقة ويجب الحفاظ عليها وحمايتها من الاندثار، وميزة هذه اللعبة أنها لن تندثر لأنها من مفردات الحياة اليومية في الريف سواء بالصعيد أو الوجه البحري».
ولفت إلى أن «الهيئة العامة لقصور الثقافة أسست هذا المهرجان، وبالأحرى أسسه المخرج الكبير عبد الرحمن الشافعي، بناء على قواعد تستند إليها اللعبة؛ من بينها أنه يجب ألا تُسقط عمامة الخصم، وألا تضربه في الأطراف على الأيدي أو القدم من الأسفل، وحين يسقط الخصم لا يجوز التعدي أو الإجهاز عليه، هناك أدبيات للعبة يحميها ويحفظها كبار لاعبيها، ويستعيدها المهرجان في عروضه».
وصاحب المهرجان معرض لوحات فنية للإدارة العامة للفنون التشكيلية، نتاج ملتقى الأقصر، الذي أقيم على مدار 3 سنوات بالمحافظة الجنوبية، ضمن فعاليات مهرجان التحطيب، تحديداً في قرية حسن فتحي، وركزت لوحاته على رصد لعبة التحطيب، بالإضافة إلى أشهر معالم محافظة الأقصر.
المصدر : وكالات