بينما تكثف ستيفاني خوري، القائمة بأعمال بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، من مشاوراتها مع أفرقاء الأزمة الليبية سعياً لحلحلتها، وذلك قبيل إحاطة مرتقبة أمام مجلس الأمن الدولي، شدد رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، خلال اجتماعه مع سفير ألمانيا رالف تراف، على أهمية بذل كل الجهود لدعم مساعي بعثة الأمم المتحدة للدفع بالعملية السياسية.
وقالت خوري إنها ناقشت، مساء الاثنين، في بنغازي مع القائد العام لـ«الجيش الوطني»، المشير خليفة حفتر، الخطوات المقبلة للدفع بالعملية السياسية قُدماً، برعاية بعثة الأمم المتحدة، من أجل التوصل إلى حل سياسي شامل للقضايا العالقة، استناداً إلى مبادئ واضحة، تضمن المصالح العامة للشعب الليبي، والانتقال بثبات نحو إجراء انتخابات وطنية، وتشكيل حكومة موحدة، كما نص عليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2755 (2024).
وبعدما أوضحت أنهما ناقشا أيضاً ضرورة وقف اتخاذ الإجراءات الأحادية التي تؤدي إلى تعميق حالة الانقسام في المؤسسات الليبية، أكدت خوري أهمية إقرار ميزانية موحدة للسنة المقبلة، من شأنها رسم حدود الإنفاق، والحد من هدر المال العام.
من جانبه، أكد حفتر دعمه جهود البعثة بما يساهم في تحقيق الاستقرار الدائم، ونقل عن خوري إشارتها إلى أهمية الدفع بالعملية السياسية، بما يضمن تهيئة الظروف المناسبة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وكانت خوري قد ناقشت في طرابلس مع السفير الروسي، أيدر أغانين، النقاط الرئيسية والخطوات التالية للعملية السياسية، فضلاً عن أهمية التغلب على الجمود في القضايا الرئيسية، بالإضافة إلى ملف المصالحة الوطنية، والحاجة إلى تعزيز نهج موحد بين مختلف الأطراف الليبية. ومن جهته، اكتفى أغانين بإعلان أنه بحث مع خوري آفاق إعادة تفعيل العملية السياسية، لإنجاز الحل الشامل للأزمة الليبية.
وكانت البعثة الأممية قد أعلنت أن ممثلي بعض الأحزاب السياسية الليبية، قدموا خلال اجتماع معها، مساء الاثنين في بنغازي، تصوراتهم بشأن معالجة الأزمة الليبية، مؤكدين أهمية المشاركة الشاملة لجميع شرائح المجتمع الليبي. كما سلطوا الضوء على الحاجة إلى توفير ضمانات تكفل التنفيذ الناجح لنتائج العملية السياسية المقبلة.
كما أكدت البعثة أن مكافحة الفساد في ليبيا تتطلب جهوداً منسقة بين السلطات الوطنية والمؤسسات السيادية والمجتمع المدني وجميع الليبيين، خاصة الشباب، وتعهدت بتسليط الضوء على الحاجة الملحة إلى الحكم الرشيد، والمسؤولية والمساءلة المالية، والشفافية والرقابة والإدارة العادلة للموارد لصالح جميع الليبيين، لافتة إلى أن هذه المبادئ، التي أقرتها قرارات مجلس الأمن، أساسية لجعل ليبيا أكثر استقراراً وازدهاراً وعدالة للجميع، ومشيرة إلى مواصلة دعم جهودها لتعزيز هذه المبادئ من خلال عملية سياسية وبرامج أخرى.
في غضون ذلك، قال رئيس مجلس النواب، الذي تفقد، اليوم الثلاثاء، مدينة المرج، إن اجتماعه في مدينة القبة مع سفير ألمانيا، أكد بالإضافة إلى دعم مساعي بعثة الأمم المتحدة للدفع بالعملية السياسية، تشكيل «حكومة موحدة»، هدفها إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
في السياق ذاته، أعلن حفتر اتفاقه مع وفد ألمانيا، برئاسة مبعوثها الخاص كريستيان باك، أهمية بذل كل الجهود لدعم مساعي بعثة الأمم المتحدة للدفع بالعملية السياسية، وصولاً لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، لافتاً إلى أن باك أشاد بما وصفه بدوره في حفظ الأمن والاستقرار في ليبيا.
بدوره، قال بالقاسم حفتر، مسؤول «صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا»، إنه بحث، اليوم الثلاثاء، في روما، مع نائب وزير الخارجية الإيطالي إدموندو سيريلي، العلاقات الثنائية في مجالات التنمية والإعمار، وسبل تطوير القطاع الصحي والزراعي والبنى التحتية والتدريب، وتبادل الخبرات الفنية، ومساهمة الشركات الإيطالية المتخصصة في مشروعات الصندوق.
في شأن آخر، رصدت وسائل إعلام محلية، تظاهر عدد من أهالي ترهونة أمام مقر مجلسها البلدي، للمطالبة برحيله، احتجاجاً على فشله في تقديم الخدمات اللازمة، وإدارة الأزمات بالشكل المطلوب داخل البلدية.
المصدر : وكالات