سيحاول المنتخب اليمني لكرة القدم ألا يكون «الضحية» مُجدداً، وذلك حين يخوض بطولة «خليجي 26» التي تستضيفها الكويت بدءاً من السبت، وفقاً لمدربه الجزائري نور الدين ولد علي.
يقول ولد علي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «عقدة عدم تحقيق الفوز في مباريات كأس الخليج ستتغير إن شاء الله».
ولا يزال المنتخب اليمني يبحث عن انتصاره الأول في البطولة بعد أن خاض 33 مباراة، تعادل في ست منها، وهزم في البقية.
وفي مشاركته الحادية عشرة، يقص اليمن شريط مبارياته في البطولة الأحد أمام العراق حامل اللقب، ضمن المجموعة الثانية التي ضمته أيضاً إلى السعودية، والبحرين.
يأمل قائد اليمن وأحد أبرز نجومه عبد الواسع المطري (30 عاماً) أن يبدأ منتخب بلاده البطولة بشكل جيد، قائلاً: «سنلعب أمام منتخب كبير ومرشح بقوة ويمتلك عناصر ممتازة. المباراة ستكون صعبة وشاقة».
يقول المطري لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نأمل أن نحقق بداية جيدة، وأن نكون على قدر التطلعات، لأن النتيجة أمام العراق ستمنحنا المؤشر لباقي مباريات البطولة».
لم يكن اليمنيون جزءاً من المسابقة في انطلاقتها عام 1970، قبل أن يتخذ قرار المشاركة بدءاً من نسخة 2003 في الكويت. مذ ذاك، يبحث المنتخب اليمني عن تبديد صورة المنتخب الضعيف، وهي الفلسفة التي يحاول المدرب ولد علي زرعها في نفوس لاعبيه، كاشفاً: «قلت لهم، يجب ألا نكون المنتخب الضحية في أي منافسة أو أي مباراة، حتى لو كانت ودية وبسيطة… يجب ألا نقبل بذلك».
وسجل المنتخب اليمني أفضل نتائجه في «خليجي 22» في السعودية عام 2014، إذ كان قريباً من التأهل إلى نصف النهائي لكنه تخلّف بفارق نقطة واحدة فقط عن الإمارات في وصافة المجموعة الأولى بعد حصوله على نقطتين من تعادلين وخسارة، فيما صعد «الأبيض» بـ3 نقاط.
يرى ولد علي (52 عاماً) أن «الحظوظ في الرياضة عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص تبقى متساوية ومتوازية قبل انطلاق البطولة لأن الكرة هي واقعية، غريبة، معقدة، مركبة، بسيطة، وسهلة وصعبة في آن معا».
يضيف: «هذه هي الأشياء الحلوة في كرة القدم… ترى فيها أن الإحساس يتقدم في كل مرة، وهذا ما نعمل عليه».
يتفق المطري مع مدربه حيال الحظوظ، قائلاً: «فرصة التأهل متاحة دائماً في دورات الخليج. لو نتكلم واقعياً، ستكون الأمور صعبة لكن غير مستحيلة، خصوصاً أن طموحنا كبير».
وفيما يرى الإعلامي اليمني ناصر الحربي أن المرد الأول لسوء النتائج في المشاركات المتعاقبة لليمن هو عدم الاستقرار، فضلاً عن سوء الإدارة وفقاً لوصفه، انخرط المنتخب اليمني في معسكرات إعدادية متتالية اعتباراً من أكتوبر (تشرين الأول) وحتى ما قبل «خليجي 26».
استضافت محافظة تعز المعسكر الأول تحت قيادة ولد علي، الذي وافق على الإقامة في اليمن، رغم الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد.
بسؤاله عن الظروف، يعتبر ولد علي الذي قاد سابقاً المنتخب الفلسطيني (2018-2021)، أنه في مهمة وطنية: «رغم أني لست فلسطينياً ولا يمنياً لكني أشعر باليمنيين والفلسطينيين».
يتابع: «قد يقول الناس هذه ديماغوجية لكن لا… أنا معتاد على هذه المشروعات».
يقول المدرب الذي بدأ مسيرته التدريبية في الجزائر عام 1992 مع فريق اتحاد الشاوية تحت 20 عاماً، إنه بقي لست سنوات في فلسطين (عمل مساعداً في المنتخب مرتين بين 2012 و2018)، مضيفاً: «عشت معهم كل شيء..! عشت الاحتلال، والأشياء التي لا يتقبلها الإنسان…. في اليمن، ليس هناك احتلال، لكن الظروف صعبة واستثنائية».
يشير ولد علي إلى أن الهدف من معسكر تعز كان تجميع اللاعبين، موضحاً: «استدعينا أكثر من أربعين لاعباً على فترات. كنا نحاول غربلتهم لأننا لا نمتلك دورياً منتظماً في اليمن».
ويتابع: «انتقلنا بعدها إلى معسكر في قطر خلال فترة التوقف الدولي في نوفمبر (تشرين الثاني)، ولعبنا مباراتين وديتين خسرنا واحدة وفزنا بأخرى على سريلانكا».
وبينما رأى الحربي أن «اختيار ماليزيا بعد ذلك، لإقامة معسكر لمدة 18 يوماً لم يكن قراراً موفقاً ولم يحقق الفائدة المرجوة، بسبب الاكتفاء بخوض مباريات ودية مع فرق ماليزية محلية»، أكد المدرب أن الجهاز الفني عمل في معسكر ماليزيا على رفع المستوى التنافسي للمحليين، قائلاً: «اللاعب في اليمن غائب عن التنافس لعدم وجود دوري منتظم، ونحاول التعويض من خلال الوديات والمعسكرات».
وإذ يطمح اليمن، رغم الأزمات التي تعصف بالبلاد والحرب الدائرة منذ سنوات، إلى تحقيق نتائج جيدة، يحاول ولد علي أن يحصر تركيز اللاعبين على كرة القدم: «لا أستطيع أن أفصلهم تماماً لأن لديهم عائلات وبيئة، لكن أحاول بأقصى جهد مع الإداريين في المنتخب والمسؤولين في الاتحاد أن أوفر الجو الملائم».
وينظر اللاعب اليمني إلى بطولة كأس الخليج باعتبارها بوابة للاحتراف الخارجي بحسب المطري، نجم سترة البحريني، الذي قال: «أغلب اللاعبين اليمنيين الذين خاضوا تجارب احترافية في السنوات العشر الأخيرة تم اختيارهم في كأس الخليج لأن البطولة متابعة وتحظى باهتمام كبير في الشارع الرياضي الخليجي».
وضمت قائمة المنتخب اليمني لـ«خليجي 26» 11 لاعباً محترفاً مقابل 15 من الأندية المحلية.
وقبل التوجه إلى الكويت، خاض المنتخب اليمني في ديسمبر (كانون الأول) الحالي مباراتين وديتين، تعادل في الأولى مع الكويت (1-1) في الدوحة، وخسر في الثانية أمام عُمان (0-1) في مسقط.
المصدر : وكالات