«هدنة غزة»… هل يدفع تهديد ترمب الجديد إلى «تسريع» الاتفاق؟ – مشاهير

إسلام جمال1 يناير 20253 مشاهدة
«هدنة غزة»… هل يدفع تهديد ترمب الجديد إلى «تسريع» الاتفاق؟ – مشاهير


«طريق مسدود» وصلت إليه مفاوضات الهدنة في قطاع غزة، وفق تقديرات إعلامية أميركية، بعد أيام من سحب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وفد بلاده من محادثات غير مباشرة بالدوحة، بين طرفي الحرب المشتعلة منذ أكثر من عام.

ذلك الجمود في مسار المحادثات شهد إنذاراً جديداً من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بشأن ضرورة إطلاق سراح الرهائن الذين يقدرون بنحو مائة «قريباً»، وهو ما يراه محلل سياسي فلسطيني تحدث لـ«الشرق الأوسط» بمثابة «ضغط جديد» يفرضه الأخير في ظل التسريبات الإعلامية عن صعوبة الاتفاق بهدف «تسريع» الذهاب لصفقة قبيل أو مع وصوله للبيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني) الجاري.

وفي حفل رأس السنة الجديدة في منتجعه مار إيه لاغو في فلوريدا، سأل مراسل شبكة «CNN» ترمب عما إذا كان قد تحدث أخيراً مع نتنياهو، بشأن وقف إطلاق النار المحتمل، وصفقة الأسرى التي يبدو أن المحادثات بشأنها قد واجهت عقبات، ليرد الرئيس الأميركي المنتخب قائلاً: «سنرى ما سيحدث»، قبل أن يضيف: «سأقولها بهذه الطريقة: من الأفضل لهم أن يسمحوا للرهائن بالعودة قريباً».

هذا التهديد ينضم إلى تحذير سابق من ترمب كتبه أوائل ديسمبر (كانون الأول) الماضي، على موقع «تروث سوشيال»، قائلاً: «إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل 20 يناير 2025، وهو التاريخ الذي أتولى فيه بفخر منصبي رئيساً للولايات المتحدة، فسوف يكون هناك ثمن باهظ في الشرق الأوسط، وسوف يدفع الثمن أولئك المسؤولون الذين ارتكبوا هذه الفظائع ضد الإنسانية».

امرأة تجلس بالقرب من جثث ملفوفة بالبطانيات في مشرحة المستشفى المعمداني بمدينة غزة (أ.ف.ب)

ويأتي موقف ترمب، في ظل جمود بالمفاوضات كشفت بعضاً منه صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، الأربعاء، نقلاً عن وسطاء عرب، مشيرة إلى أن «محادثات وقف إطلاق النار بين (حماس) وإسرائيل وصلت إلى طريق مسدود في الأيام الأخيرة، بعد إصرار تل أبيب على تسلم الأسرى الأحياء فقط، ورفض إطلاق سراح بعض الأسرى الفلسطينيين».

وتوقعت الصحيفة الأميركية، بحسب مصادرها عودة طرفي الحرب بغزة إلى المفاوضات بعد «تولي ترمب السلطة»، مؤكدة أن «الاتفاق المحتمل لم يتغير منذ الربيع، والفجوة الكبرى تتعلق بالأسرى والسجناء».

بينما كشفت «القناة 14» الإسرائيلية، الثلاثاء، أن «حكومة نتنياهو تدرس إصدار أمر للجيش باحتلال مدينة غزة في الفترة القريبة القادمة، لزيادة الضغط على (حماس)».

وبحسب تقدير المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، فإن كل التسريبات الأميركية والإسرائيلية، تهدف إلى الضغط أكثر على الوسطاء الذين يبذلون جهداً كبيراً لإبرام اتفاق، وكذلك الضغط على «حماس» للقبول بمطالب إسرائيل.

ويأتي تهديد ترمب الجديد في هذا الإطار، وفق الرقب، موضحاً أن ترمب يريد أن يكون صاحب إنجاز الصفقة بشكل قوي وتحذيراته المتكررة في هذا السياق، وبالتالي يطلق ذلك «بهدف تسريع إنهاء الفجوات والذهاب لاتفاق مع توليه السلطة».

محاولات إسعاف طفل فلسطيني مصاب في مستشفى ناصر بعد القصف الإسرائيلي على خان يونس (أ.ف.ب)

ولم يخف نتنياهو، في جلسة مغلقة حسب ما ذكرته «القناة 12» الإسرائيلية، الثلاثاء، ممارسته لضغوط، قائلاً: «إذا كانت هناك صفقة، وآمل أن تكون كذلك، فإن إسرائيل ستعود للقتال بعدها… لا يوجد لبس في ذلك. وليس هناك جدوى من التكتم وإخفاء هذا، لأن العودة للقتال تعني استكمال أهداف الحرب، وهي مسألة لا تعوق التوصل إلى اتفاق، بل تشجع على الاتفاق».

وجاء كلام نتنياهو في وقت تواجه فيه المحادثات صعوبات متعلقة بمسألتين: الأولى، تسليم «حماس» قائمة بأسماء المحتجزين لديها، أحياءً وأمواتاً؛ والثانية مسألة وقف الحرب.

ووفق الرقب، فإن نتنياهو يتفهم رغبة ترمب، ولا يريد إتمام الاتفاق في عهد إدارة جو بايدن، و«يطرح كل ما يعرقله ويبتز به الوسطاء و(حماس) لتحقيق مكاسب أكبر له ولحليفه الرئيس الأميركي المنتخب»، مضيفاً: «لذلك رأينا سحبه للوفد الإسرائيلي من محادثات الدوحة، وسعيه لتأجيل الاتفاق الذي كان متاحاً بشروط جديدة».

وتحدثت «حماس» عقب عودة وفد إسرائيل من الدوحة، أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي «وضع شروطاً جديدة تتعلق بالانسحاب ووقف إطلاق النار والأسرى وعودة النازحين، مما أجل التوصل للاتفاق الذي كان متاحاً»، واعتبر نتنياهو ذلك «تراجعاً عن التفاهمات التي تم التوصل لها بالفعل».

دخان يتصاعد من غارات إسرائيلية على رفح بجنوب قطاع غزة في وقت سابق (أ.ف.ب)

وفي ظل تلك التسريبات، طلبت «حماس» هدنة لمدة أسبوع، لتتمكن من إعداد قائمة الأسرى الأحياء التي تطلبها تل أبيب، وفق ما كشفته «هيئة البث الإسرائيلية» الرسمية، الثلاثاء، لافتة إلى أن الحركة «مستعدة لإطلاق سراح 22 من الأسرى الـ34 المدرجين في القائمة، لكنها ترفض الموافقة على إطلاق سراح الرهائن الـ12 الآخرين، وقدمت بدلاً من ذلك إطلاق سراح 22 محتجزاً على قيد الحياة و12 جثة خلال المرحلة الأولى من الصفقة».

وبحسب تقديرات سابقة لـ«سي إن إن» الأميركية، «تم احتجاز أكثر من 250 شخصاً رهائن، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وتم إنقاذ عدد قليل من الرهائن منذ ذلك الحين، وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 تم إطلاق سراح عدد منهم ضمن صفقة قصيرة الأمد لوقف إطلاق النار».

وتعتقد السلطات الإسرائيلية أن «نحو 101 رهينة لا يزالون محتجزين في غزة، ويُعتقد أن ما لا يقل عن 34 من الرهائن الذين تم احتجازهم في 7 أكتوبر لقوا حتفهم»، وفق المصدر ذاته.

ولن يستجيب نتنياهو لمقترحات جديدة أو طلبات من «حماس»، وفق تقديرات الرقب، مؤكداً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي حسم أمره بتأجيل الصفقة لحين وصول ترمب للسلطة، وبالتالي سيكرر تلك التصريحات والعراقيل لمزيد من الضغط لا أكثر.

وبالتالي يتوقع الرقب أن تشهد الأمور تطوراً دراماتيكياً في مشهد المفاوضات لصالح إبرام هدنة سيعلنها ترمب قبيل أو بعد وصوله للسلطة، مرجحاً ذلك في ضوء أحاديث كثيرة بشأن استمرار المفاوضات وعدم توقف الوسطاء، لا سيما القاهرة والدوحة، عن جهودهما.


المصدر : وكالات

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل