نجح باحثون في جامعة «بيتسبرغ» الأميركية في تطوير اختبار بسيط باستخدام مسحة الأنف يمكنه تشخيص الأنواع المختلفة من الربو، ما يتيح للأطباء تقديم علاجات أكثر دقة للأطفال.
وأوضحوا أنّ هذا الاختبار يُعدّ خطوة واعدة نحو تحسين العلاجات المخصَّصة لأنواع الربو الأقل دراسة؛ ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «غاما».
الربو من أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً بين الأطفال، وهو حالة تؤدّي إلى التهاب الشعب الهوائية وتضييقها؛ ما يسبّب صعوبة في التنفُّس.
ويعاني الأطفال المصابون به عوارض تشمل السعال المتكرّر، وصفير الصدر، وضيق التنفُّس، التي قد تزداد سوءاً خلال الليل أو عند ممارسة النشاط البدني.
ورغم وجود علاجات فعّالة للربو، فإنّ الطبيعة المتغيرة للمرض والاختلافات بين أنواعه أو أنماطه الداخلية تجعل التشخيص الدقيق والعلاج المخصَّص تحدّياً كبيراً في الرعاية الصحية للأطفال.
وتعتمد أنواع الربو، المعروفة بـ«الأنماط الداخلية»، على الخصائص البيولوجية والمناعية، مثل الاستجابة المناعية والتفاعلات الخليوية في الجسم، ما يساعد في تحديد نوع الربو، وأفضل طرق العلاج، وتُقسم إلى 3 مجموعات رئيسية.
وحلَّل الفريق البحثي مسحات الأنف المأخوذة من 459 طفلاً يعانون الربو عبر 3 دراسات مستقلّة، ووجدوا أن 23-29 في المائة من المشاركين يعانون النوع «T2-high»، بينما تراوحت نسب نوع «T17-high» بين 35-47 في المائة، وبلغت نسب نوع «Low-low» نحو 30-38 في المائة.
وحتى الآن، تطلَّب تشخيص الأنماط الداخلية للربو إجراءات جراحية معقَّدة مثل أخذ عيّنات من أنسجة الرئة، مما يجعلها غير عملية للأطفال.
لكن الفريق يشير إلى أنّ اختبار مسحة الأنف الجديد يقدّم بديلاً بسيطاً ودقيقاً لتحديد الأنماط الداخلية لهذا المرض. وأشار الباحثون إلى أنّ هناك أدوية فعالة لمعالجة الربو من نوع «T2-high»، لكنها غير متوفرة للنوعين الآخرين.
من جهته، قال الباحث الرئيسي للدراسة ورئيس قسم أمراض الرئة في مستشفى الأطفال بجامعة «بيتسبرغ»، الدكتور خوان سيليدون: «الربو هو المرض المزمن الأكثر شيوعاً بين الأطفال، ويُعدّ تشخيص الأنماط الداخلية خطوة أساسية لتطوير علاجات أكثر فاعلية لها».
وأضاف عبر موقع الجامعة: «يمكننا الآن استكشاف أسئلة مهمّة مثل: لماذا تسوء حالات الربو لدى بعض الأطفال مع دخولهم مرحلة البلوغ؟ وكيف تؤثر العلاجات في تغيُّر نمط المرض الداخلي؟».
ونوَّه الفريق بأنّ الاختبار الجديد قد يفتح المجال لدراسة تلك الأنماط بشكل أعمق وتطوير أدوية مخصَّصة لها. كما يفتح المجال لدراسات طويلة الأجل لفهم العلاقة بين الأنماط الداخلية والتغيرات البيولوجية مثل البلوغ والاختلافات بين الجنسين.
وأضافوا أنّ الاختبار يُعد غير جراحي، مما يجعله مناسباً للأطفال، خصوصاً أولئك الذين يعانون حالات خفيفة أو معتدلة، من دون الحاجة إلى إجراءات جراحية معقَّدة.
المصدر : وكالات