بعد سنوات عجاف… التونسيون يستبشرون خيراً بعودة الأمطار – مشاهير

إسلام جمال17 يناير 20252 مشاهدة
بعد سنوات عجاف… التونسيون يستبشرون خيراً بعودة الأمطار – مشاهير


بعد أن عانت تونس طويلاً من حالة جفاف وانحسار الأمطار، استمرّت عدة سنوات، وأسفرت عن تقلص منسوب السدود إلى 24 في المائة بسبب قلة التساقطات والانحباس الحراري، واحتراق أجزاء كبيرة من الغابات، وموت عدد من الأشجار المثمرة بسبب استمرار الجفاف، وتسرب أنواع كثيرة من الحشرات والفطريات إلى جذوع الأشجار وتآكلها، استبشر التونسيون، خلال الأيام القليلة الماضية، خيراً بعودة الأمطار، وزوال معاناتهم، ولو مؤقتاً، مع قلة المياه، وهي معاناة تفاقمت حدتها أكثر بالنسبة لسكان مدن الجنوب، التي تعاني أصلاً من شُحّ في المياه، وأزمات اقتصادية وزراعية مرتبطة بانحسار الأمطار.

وبدأ كل التونسيين ينظرون نظرة متفائلة للمستقبل، بعد إعلان مدير عام السدود والأشغال المائية الكبرى بوزارة الفلاحة، فايز مسلم، الجمعة، بأن نسبة امتلاء السدود في تونس بلغت 26.7 في المائة من طاقة الاستيعاب الإجمالية؛ حيث سجلت الإيرادات حتى اليوم 626 مليون متر مكعب، وتُعدّ بمثابة انفراجة مائية مهمة.

أرغمت سنوات الجفاف الطويلة سكان البوادي على قطع مسافات طويلة للتزود بمياه الآبار (أ.ف.ب)

وقال مسلم إن تونس تضم 37 سدّاً في مرحلة الاستغلال، إلى جانب 4 سدود أخرى قيد الإنجاز، ويتوقع استكمالها مع نهاية العام الحالي. مضيفاً أن هناك مشروعاً جديداً لإنشاء سد في ولاية جندوبة، بطاقة استيعابية تقدر بـ40 مليون متر مكعب، وهو حالياً في مرحلة إعلان طلب العروض. مؤكداً أن هذه المنشآت تُمثل جزءاً أساسياً من استراتيجية إدارة الموارد المائية في تونس، وسط تحديات متزايدة نتيجة تغير المناخ وشح الأمطار.

ودفعت الأزمة السلطات التونسية إلى وضع مخطط للاستثمار في قطاع المياه ضمن مشروعات وزارة الزراعة، ومن بين المشروعات الجديدة، التي انطلقت فيها السلطات التونسية لإيجاد حلول في قطاع المياه، إنجاز مشروعات تحلية مياه البحر بمحافظتي قابس (جنوب شرقي)، وصفاقس (وسط شرق)، إضافة إلى بناء سدود جديدة وآبار عميقة جديدة.

يشار إلى أن تونس دخلت قبل أشهر حالة طوارئ مائية، تتمثل في نظام مقنن لتوزيع المياه على المنازل والمساكن، ومنع استعماله في أغراض أخرى، تتمثل في غسل السيارات، وغيرها بسبب أزمة الجفاف الحادة. ومنذ اعتماد نظام تقسيط المياه، بدأت شركة استغلال وتوزيع الماء تعمد قطعها ليلاً في محافظات تونس الكبرى، والمحافظات الساحلية، في حين يتواصل القطع لأيام في محافظات الجنوب.

في غضون ذلك، أعلنت السلطات الجهوية في ولايات بشمال وغرب تونس، الجمعة، تعليق الدراسة في المؤسسات التعليمية بسبب الأمطار والثلوج.

وقالت اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث في ولاية جندوبة (شمال غربي) إن تعليق الدراسة يأتي تبعاً لما تشهده مناطق الشمال الغربي من تساقط المطر، وارتفاع نسبة الرطوبة بالتربة، وكذلك ارتفاع منسوب المياه بالأودية، وما يشكله سيلان المياه من خطر خاصة بالمرتفعات. كما اتخذت أيضاً ولايتا الكاف وباجة بمنطقة الشمال الغربي القرار ذاته.

في حين قررت أيضاً اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث في ولاية القصرين (وسط غرب)، تعليق الدراسة في كل المؤسسات التربوية، الجمعة ويوم غد السبت، بسبب التطورات المناخية، وتساقط الثلوج في عدد من مناطق الجهة. كما توقفت الدراسة في بنزرت (شمال) بسبب الأمطار والرياح القوية.

وتجتاح تونس موجة برد عاتية أدّت إلى اضطراب حركة المرور بعدة طرقات رئيسية بين المدن، وتناقص الغاز للتدفئة في المنازل بسبب تزايد الطلب. وتأتي هذه الموجة في أعقاب جفاف استمر 5 سنوات متتالية، تسبب في انحسار الموارد المائية في السدود بتونس إلى مستويات خطيرة.


المصدر : وكالات

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل