حقّق يزيد الراجحي، الجمعة، لقب «رالي داكار 2025»، ليصبح أول سائق سعودي يفوز بهذا السباق الأسطوري.
وهذا الإنجاز التاريخي يعكس تطور مسيرته الرياضية، ويضعه في مصّاف أبرز أبطال رياضة المحركات على مستوى العالم.
وتمكّن الراجحي من التفوق على منافسه الجنوب أفريقي هينك لاتيغان، الذي حلّ في المركز الثاني.
واستطاع الراجحي أن يحقق فارقاً قدره 7 دقائق و9 ثوانٍ عن لاتيغان، ما عزّز من مكانته بصفته أحد أبرز السائقين في تاريخ «رالي داكار».
وعلى الرغم من أنه شارك في 10 نسخ سابقة من «رالي داكار»، وهذه النسخة هي الرقم 11 له، ورغم نجاحه في الصعود إلى منصة التتويج في عام 2022، فإن يزيد الراجحي أصبح معروفاً بين عشاق الرياضة الإسبان العام الماضي.
وحدث ذلك عندما قرر بعد انسحابه في المرحلة السادسة أن يمنح شاحنته الفاخرة، المزودة بمقصورة داخلية تليق بفندق فاخر، لصديقه كارلوس ساينز.
ولم يسبق أن حدث شيء مماثل في تاريخ «داكار»، ولكن هذا ما يُميز الراجحي، فهو شخصية استثنائية بحق.
وفي حوار مع صحيفة «ماركا» الإسبانية التي وصفته بأنه ينتمي إلى أغنى العائلات في السعودية، يُعبر الراجحي عن إعجابه الشديد بساينز، قائلاً: «أريد أن أكون مثله، أن أستمر في السباق حتى سن الستين». وهو يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة «الراجحي إنفست»، التي تضم 25 ألف موظف تحت إدارته.
السائق السعودي، الذي تُوِّج، الجمعة بـ«رالي داكار» للمرة الأولى في تاريخه، كشف عن تفاصيل مثيرة حول شخصيته لصحيفة «ماركا».
وخلف ابتسامته الدائمة وأسلوبه الودود الذي يُميز عدداً من أبناء وطنه، يقف قائد من أغنى العائلات في المملكة.
ويقول الراجحي: «أنا الرئيس التنفيذي لشركة توظف 25 ألف شخص، (الراجحي إنفست)، وعائلتي تمتلك أحد أكبر البنوك في السعودية (مصرف الراجحي). لدينا أيضاً استثمارات في الفنادق، نحن شركاء مع علامات تجارية مثل (موفنبيك)، ومياهنا (بيرين) هي أحد رعاة (رالي داكار)، ولدينا علامات تجارية للقهوة، وسلاسل مطاعم برغر، ومصنع يزود السوق السعودية بـ80 في المائة من احتياجاتها من الحديد الصلب. خلال (رالي داكار)، أجري اجتماعات عبر منصة (زوم) لإدارة كل هذا».
لماذا المخاطرة بالمحركات؟
يجيب الراجحي: «لأنني أحب رياضة السيارات؛ إنها مثل إدارة الأعمال: تبدأ موظفاً عادياً، ويمكنك أن تصبح الرئيس التنفيذي، وعندما تصل إلى هذا المنصب، لا تقول: سأتقاعد، لا، بل تستمر لعشرين عاماً أخرى. رياضة السيارات مشابهة: لقد وصلت إلى هذا المستوى الذي مكنني من الفوز بـ(رالي داكار)، ولن أتركه الآن».
من هذه التأملات تنبع العلاقة الخاصة التي تجمع بين يزيد الراجحي وكارلوس ساينز. تلمع عينا الراجحي عند ذكر اسم «الماتادور»، فيبدأ بالقول: «إنه بطلي».
وأضاف: «لقد زرت منزله وزار منزلي. نتحدث كثيراً عبر الـ(واتساب)، ويقدم لي دعماً كبيراً؛ إنه السائق الوحيد الذي لن أنزعج إذا هزمني. أحب شغفه وحماسه، العام المقبل سيبلغ من العمر 63 عاماً، ومع ذلك فهو أكثر حماساً مني. لديه طموح شاب بعمر 19 عاماً، يهاجم دائماً كأنه يخوض أول (رالي داكار) له، وكأنه يحتاج لإثبات نفسه ليكون أفضل سائق في العالم».
يكمل الراجحي حديثه بحماسة، فيقول: «عندما انقلبت سيارته في السباق، أرسلت الفيديو إلى والدتي وشرحت لها أن هذا الرجل الذي يقلب السيارة، وينطلق بعدها بسرعة، ويقود بيد واحدة بينما يغطي الشمس باليد الأخرى عمره 62 عاماً. وقلت لها: أريد أن أكون مثله».
يعترف الراجحي بأنه يأمل في السير على خطى ساينز في كل شيء: «أريد أن أواصل السباق لمدة 20 عاماً أخرى، حتى أبلغ الستين مثله». ويوضح مدى إعجابه الكبير بـ«الماتادور»؛ حيث يرى فيه مصدر إلهام وقدوة. ربما يكون هذا العام هو البداية ليقترب من تحقيق حلمه، ويصبح مثل بطله.
المصدر : وكالات