الروابط الاجتماعية تحفز القرود على تعلم مهارات جديدة – مشاهير

إسلام جمال19 يناير 20252 مشاهدة
الروابط الاجتماعية تحفز القرود على تعلم مهارات جديدة – مشاهير



أظهرت دراسة برازيلية أن قردة «الكابوشين» في حديقة سيرّا دا كابيفارا الوطنية بولاية بياوي البرازيلية قادرة على اكتساب مهارات جديدة من خلال الملاحظة المباشرة لأفراد آخرين من نفس المجموعة، بشرط أن يتم تحمّل وجودهم اجتماعياً داخل المجموعة.

وأوضح الباحثون من جامعة ساو باولو، بالتعاون مع باحثين من جامعة دورهام البريطانية، أن النتائج تسلط الضوء على أهمية الروابط الاجتماعية في تسهيل التعلم لدى الحيوانات، وفق النتائج المنشورة، الجمعة، في دورية (PNAS).

وتعيش قردة «الكابوشين» في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في أميركا الجنوبية، خصوصاً في البرازيل. وتتميز هذه القردة بقدرتها على استخدام الأدوات لأغراض متعددة، مثل فتح المكسرات، وهي معروفة أيضاً بسلوكياتها الاجتماعية المعقدة. وتتعاون القردة في البحث عن الطعام والأنشطة الأخرى داخل المجموعة.

وخلال الدراسة، راقب الباحثون سلوكيات قردة «الكابوشين» في البيئة شبه الجافة بالبرازيل لدراسة تأثير الروابط الاجتماعية، وهي التفاعلات والعلاقات التي تنشأ بين الأفراد داخل المجموعة.

وتُعتبر هذه الروابط أساسية لبقاء المجموعة وتطورها، حيث تشمل التعاون والمشاركة في الأنشطة اليومية مثل البحث عن الطعام واللعب، مما يسهم في رفاهية جميع الأفراد. كما تدعم هذه الروابط الهيكل الاجتماعي داخل المجموعة.

وأظهرت الدراسة أن التسامح الاجتماعي بين أفراد المجموعة كان عاملاً رئيسياً في تسهيل تعلم المهارات. ومن خلال الملاحظة المباشرة لأفراد آخرين في المجموعة، تعلمت القردة تقنيات جديدة.

وكشفت النتائج أن هذا النوع من التعلم يعتمد بشكل كبير على التعاون الاجتماعي والمشاركة في الأنشطة الجماعية. كما تم التأكد من أن القردة التي تنتمي إلى مجموعات كبيرة ومقسمة بشكل دقيق كانت أكثر قدرة على نقل المهارات الجديدة، حيث تعلم 57.5 في المائة من الأفراد في المجموعات الكبيرة المهارات الجديدة، مقارنةً بـ36.7 في المائة في المجموعات الصغيرة.

وأشار الفريق إلى أن هذه النتائج تفيد بأن الروابط الاجتماعية داخل المجموعة مهمة ليس فقط لبقاء القردة، بل أيضاً لنقل المعرفة والمهارات بين الأجيال داخل المجموعة، مما يعزز قدرتها على التكيف مع بيئتها.

وأضافوا أن النتائج تُظهر أيضاً كيف يمكن للروابط الاجتماعية بين أفراد المجموعة أن تؤثر على قدرة الحيوانات على تعلم تقنيات جديدة، مما يعزز من فهمنا لكيفية تطور الثقافات في الأنواع غير البشرية.

ووفق الباحثين، فإن التسامح الاجتماعي ليس مفيداً فقط في الحياة الاجتماعية اليومية بين الحيوانات، بل يمكن أن يكون محركاً رئيسياً للابتكار الجماعي وتبادل المعرفة داخل المجموعة، وهذا يفتح الباب لفهم أعمق حول التعلم وتطور الثقافات في المجتمعات الحيوانية.


المصدر : وكالات

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل