لامين يامال… أمل برشلونة لبلوغ ثمن نهائي «الأبطال»
انتهت آخر زيارة لبرشلونة لمواجهة بنفيكا بهزيمة ثقيلة (0-3) في طريقه إلى الخروج من دور المجموعات في مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم في عام 2021، ولكن مع النجم الشاب الصاعد لامين يامال، فإن الآمال أعلى بكثير بالنسبة للكاتالونيين هذه المرة.
يمكن للبلاوغرانا، ثاني الترتيب في المسابقة القارية العريقة بفارق ثلاث نقاط خلف ليفربول الإنجليزي المتصدر، أن يضمن التأهل إلى ثمن النهائي الثلاثاء في ملعب دا لوش، متجنباً دور الملحق الجديد.
كان فريق رونالد كومان يتجه نحو الحضيض وتمت إقالة المدرب الهولندي بعد فترة وجيزة من هزيمته بثلاثية نظيفة في لشبونة، مع تمكن خليفته تشافي هرنانديز من تثبيت السفينة إلى حد ما قبل الرحيل في عام 2024 حيث كان برشلونة لا يزال يكافح من أجل التألق.
ساعد المدرب المراهق يامال على إبراز موهبته فأصبح لاعباً أساسياً، والآن أصبح الشاب البالغ من العمر 17 عاماً رمزاً لفريق المدرب الألماني هانزي فليك الذي أثبت بالفعل أنه قادر على التغلب على الأفضل في أوروبا.
سحق برشلونة غريمه ريال مدريد حامل لقب المسابقة القارية العريقة ورقمها القياسي في عدد الألقاب (15) مرتين هذا الموسم برباعية نظيفة في «سانتياغو برنابيو» في «الليغا»، و5-2 في المباراة النهائية لمسابقة كأس السوبر المحلية في مدينة جدة السعودية، بالإضافة إلى سحقه العملاق الألماني بايرن ميونيخ (4-1) في الجولة الثالثة.
لا تزال المشاكل المالية تزعج برشلونة، كما يتضح من كارثة تسجيل لاعب وسطه الدولي داني أولمو، ولكن على أرض الملعب، فإن فريق فليك، في أفضل حالاته، قادر على تقديم كرة قدم رائعة.
كان يامال حاسماً في تألق النادي الكاتالوني؛ إذ لم يُظهر أي علامة على التراجع في مستواه أو الوصول إلى القمة بعد إلهام إسبانيا للفوز بكأس أوروبا 2024 الصيف الماضي.
يلعب الجناح الحريري الذي غالباً ما يُقارن بأسطورة برشلونة قائده وأسطورته الأرجنتيني السابق ليونيل ميسي الذي تخرَّج أيضاً في أكاديمية الشباب التابعة للنادي «لا ماسيا»، على مستوى لا يضاهيه سوى عدد قليل من الآخرين في كرة القدم العالمية في الوقت الحاضر.
«نعم، هو كذلك»… هكذا قال زميله في الفريق لاعب الوسط الدولي غافي، عندما سُئل عما إذا كان يامال هو أفضل لاعب في العالم، مضيفاً: «حسناً، بعد ليونيل ميسي، هو الأفضل».
مهارة يامال وسرعته تجعلانه أكبر تهديد في صفوف برشلونة؛ إذ سجل تسعة أهداف مع 13 تمريرة حاسمة في 25 مباراة في جميع المسابقات، على الرغم من أن الجناح الأيسر الدولي البرازيلي رافينيا يقدم موسماً مذهلاً حتى الآن وكان حيوياً أمام المرمى.
قاتل الجناح البرازيلي الذي ارتبط اسمه بالرحيل في الصيف الماضي، لإظهار أهميته وسجل 20 هدفاً، بالإضافة إلى تقديم 11 تمريرة حاسمة في 29 مباراة.
عاد غافي بقوة من إصابة طويلة الأمد، وبيدري في أفضل حالاته في مسيرته في خط الوسط، في حين أن قلب الدفاع باو كوبارسي البالغ من العمر 17 عاماً مهم أيضاً في الدفاع. ولكن تأثير يامال على أداء الفريق يصعب تعويضه عندما يغيب المهاجم، كما يتضح من عدد قليل من المباريات التي غاب فيها بسبب الإصابة أو جلس على مقاعد البدلاء للراحة.
من دون الجناح الأساسي، خسر برشلونة أمام أوساسونا وريال سوسييداد وسلتا فيغو ولاس بالماس وأتلتيكو مدريد في الدوري، وتراجع إلى المركز الثالث في الترتيب بعدما تصدره لأسابيع عدة.
قال فليك بعدما ضرب يامال بقوة ضد ريال بيتيس في الدور ثمن النهائي لمسابقة كأس الملك الأسبوع الماضي: «أعتقد أنه في المباريات الرائعة ترى موهبة كبيرة، وقد أظهر ذلك مرات عديدة». وأضاف: «إنه يسير حقّاً على الطريق الصحيح».
مع وجود يامال في التشكيلة، خسر برشلونة مرتين فقط هذا الموسم، في حين فاز 19 مرة وتعادل مرتين.
كانت إحدى الهزيمتين أمام موناكو الفرنسي في مسابقة دوري الأبطال في سبتمبر (أيلول)، وفاز برشلونة بخمس مباريات أخرى في أوروبا بعد ذلك.
سيسعى يامال وبرشلونة إلى تحقيق فوز آخر في لشبونة لضمان التأهل المباشر بين الثمانية الأوائل، وبعد مرور عقد من الزمان منذ أن رفعوا الكأس آخر مرة، سيُظهِرون أن المتوجين باللقب خمس مرات يجب أن يُحسبوا ضمن النخبة الأوروبية.
المصدر : وكالات