الالتزامات الدولية تجاه اليمن تشمل المجالات الأمنية والدفاعية – مشاهير

إسلام جمال20 يناير 20253 مشاهدة
الالتزامات الدولية تجاه اليمن تشمل المجالات الأمنية والدفاعية – مشاهير


مفتش اللغة الفرنسية يقود 100 متطوع في «حي الميدان» الدمشقي

بلباس مدني وأسلحة خفيفة ومجموعات من متطوعين نظموا لجاناً أمنية، قرر مفتش اللغة الفرنسية مروان هندية، ومجموعة من شبان حي الميدان أحد أعرق أحياء العاصمة دمشق، تشكيل لجنة أمنية والخروج في نوبات حراسة، في وقت لا تزال فيه سلطات الإدارة السورية الجديدة؛ تنظّم نفسها بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد.

عند مدخل سوق الجزماتية التجارية المعروفة وأزقة منطقة الغواص، أحد معالم حي الميدان مروراً بسوق أبو حبل، امتداداً إلى جسر المتحلق الجنوبي، يحرس هؤلاء المتطوعون في دوريات راجلة الممتلكات الخاصة والمحال التجارية والمطاعم المنتشرة بكثرة في الحي القديم، من السرقات والاعتداءات التي انتشرت ظاهرتها بعد سقوط الأسد.

مفتش اللغة الفرنسية مروان هندية (الصف الأمامي يسار) يقود متطوعين في دورية راجلة بحي الميدان الدمشقي (الشرق الأوسط)

وبحسب المفتش الهنداوي، تنسق اللجان عملها بالتعاون مع «إدارة العمليات العسكرية»، وتأخذ تعليماتها من «إدارة العمليات العسكرية» التي تقدّم لهم السلاح الفردي وتغطي عملهم أمنياً بشكل مؤقت، ريثما تعود الضابطة العدلية ونقاط الشرطة لمهامها الأمنية.

في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، يوضح موجه اللغة الفرنسية ومفتشها في مدارس الميدان، مروان هندية، كيف بدأت هذه المجموعات بالخروج في الشوارع والأحياء العامة بالميدان وغيرها من أحياء دمشق: «بعد ليلة السقوط (هروب بشار الأسد) في 8 ديسمبر (كانون الأول) 2024، قررنا حماية ممتلكات الأهالي والمحلات والمطاعم منعاً للسرقات والتعديات، وحفاظاً على الأمن العام والسلم المجتمعي».

محيي الدين أبو طارق نجار موبيليا ومطرزات دمشقية داخل ورشته التي تضم خشب زان وماكينات ثمينة كان يخشى عليها من السرقة (الشرق الأوسط)

تخرج هذه المجموعات بشكل تطوعي في المساء، بدءاً من الساعة الثامنة حتى السادسة صباحاً، وتكون على شكل دوريات راجلة تتنقل في أكثر من نقطة وتغطي مساحة جغرافية محددة لتحركاتها. يقول هندية: «نحن رديف أمني للجنة تنظيم الحي، وعددنا أكثر من 100 متطوع من شبان حي الميدان».

وبحسب هذا المدرس الذي قضى نحو 40 عاماً في خدمة مدارس دمشق، تتشكل المجموعات من أطباء ومحامين وطلبة جامعات ومدرسين وعمال، ليزيد: «الميزة أننا من أبناء الميدان، والشيخ عبد الحليم أبو شعر، أحد وجهاء الحي، يشرف علينا ويساعدنا في التعرف على أي شخص غريب منعاً لوقوع حوادث تخيف سكان الحي».

مفتش اللغة الفرنسية مروان هندية ومجموعة متطوعين في دورية راجلة بمنطقة الغواص بحي الميدان الدمشقي (الشرق الأوسط)

تنحصر مهمة هذه اللجنة في صد أي اعتداء أو سرقة محتملة على الممتلكات والأفراد، بسبب النقص الكبير لدى قوات الأمن والشرطة بعد تسلم إدارة العمليات العسكرية حكم البلاد منذ سقوط النظام في 8 ديسمبر العام الماضي، وكثير من هؤلاء الشبان والمتطوعون يمتلك خبرة في حمل السلاح، وبعضهم خضع لتدريبات سريعة تحت إشراف السلطة الجديدة، وهناك قسم آخر خدم في الجيش سابقاً بحكم التجنيد الإجباري.

الحياة اليومية بحي الميدان وسط دمشق (الشرق الأوسط)

ولفت المفتش إلى أن السرقات والتجاوزات خفَّت بشكل عام، بعد القبض على بعض المشتبهين وتسليمهم إلى اللجان الأمنية التابعة للسلطات السورية «والتي بدورها تحيلهم للمحاكم والسجون».

هشام مروة صاحب «فرن الغواص» مرتاح لفكرة حماية حي الميدان من قبل مجموعة أهلية (الشرق الأوسط)

تجدر الإشارة إلى أن عمل هؤلاء المتطوعين لا يقتصر على حماية الأحياء في ساعات المساء، فقد انخرط بعضهم مع شرطة المرور لتنظيم حركة السير، وآخرون يتناوبون في أقسام الإطفائية وإدارة المدارس ومجالس البلدية. وينظر أهالي الميدان لعمل هذه اللجان بـ«إيجابية كبيرة»، كما يقول مروان وهو طالب في السنة الثالثة بكلية الصيدلة وأحد أعضاء اللجان. ويؤكد على بديهة أن كل إنسان عليه دور وواجب في مجتمعه المحلي وتجاه مؤسسات الدولة، «لا يجب أن يتوانى المواطن إذا كان قادراً على تقديم المساعدة لمجتمعه، حقيقة نعيش فرحة النصر والخلاص من نظام الأسد، وأضعف الإيمان حماية أحيائنا وأهلنا وتسيير شؤوننا حتى تفعّل مؤسسات السلطة الجديدة».

فتح الانتساب لصفوف الشرطة

يتجوّل صاحب «فرن الغواص» هشام مروة (57 عاماً) مع صديق له يدعى محيي الدين، في الأزقة الضيقة، وهما في حالة ارتياح وطمأنينة يلقيان السلام على عناصر الدورية التي عمدت إلى إخفاء السلاح الخفيف بين ملابسها، حفاظاً على السلم الأهالي وعدم إقلاق المدنيين منه.

ونقل مروة وصديقه أنهما متجاوبان مع أي نداء من هذه اللجان، منعاً لوقوع السرقات التي تستهدف المنازل والمحال والمطاعم، موضحاً: «نحن بحاجة لهم في هذا الوقت، وعلينا أن نقف يداً واحدة منعاً لوقوع المشاكل والحوادث، وحتى لا تنتشر الفوضى، لذلك نحرص على نجاح هذه اللجان ونتعاون معها».

فؤاد حماصنة مختار حي «ميدان وسطاني» (ميدان وسطاني) – (الشرق الأوسط)

أما فؤاد حماصنة وهو مختار حي ميدان وسطاني منذ عام 1998، فيروي كيف خلع مئات الجنود وعناصر الشرطة بزاتهم العسكرية ورموا أسلحتهم، بعد أن علموا بهروب بشار الأسد وقيادات كبيرة في البلاد ديسمبر الماضي، تاركين وراءهم سياراتهم ودراجاتهم النارية وخلت البلاد لأيام من أي حواجز أمنية أو نقاط تفتيش، ما دفع كثيراً من أبناء حي الميدان وباقي أحياء العاصمة دمشق، إلى الانتشار في أحيائهم بشكل عفوي لحمايتها.

جدران حي الميدان العريق في دمشق تتزين برموز ما بعد سقوط نظام الأسد (الشرق الأوسط)

وقال حماصنة في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «عبر تسيير الدوريات الليلية الراجلة في المواقع السكنية والشوارع التجارية، جرى الحد من وقوع الجرائم، لحين عودة رجال الشرطة وعمل المخفر». ونوه بأن عدد المتطوعين لا يكفي مقارنةً مع مساحة هذا الحي الكبير: «لكننا مستمرون في عملنا رغم الضغوط، وكثير من الشبان يتناوب في قسم الحراسة وقسم المرور وتنظيم البلدية بالوقت نفسه، ريثما نصل إلى العدد المطلوب لتحقيق الأمن والأمان».

الحياة اليومية بحي الميدان وسط دمشق (الشرق الأوسط)

تجدر الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى لجان الحماية المحلية لهذه الأحياء الدمشقية، ينتشر بشكل محدود عدد من عناصر الشرطة التابعين للحكومة السورية الجديدة في نقاط رئيسية بشوارع دمشق، إضافة إلى عناصر شرطة المرور وعناصر إدارة العمليات العسكرية، لسد الفراغ الأمني الكبير.

وأعلنت وزارة الداخلية مؤخراً فتح باب التسجيل والانتساب ضمن صفوف الشرطة والالتحاق بكلية الشرطة، لإعادة بناء جهاز الضابطة العدلية والمخافر.


المصدر : وكالات

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل