هناك عدد قليل من الثوابت عندما يتعلق الأمر بكوفيد، ولكن هناك شيء واحد ظل صحيحاً على مر السنين: الحالات ترتفع في الشتاء. ففي الأسابيع التي تلي العطلات، على وجه الخصوص، يميل المزيد من الناس إلى المرض، حيث نقضي وقتاً معاً في الداخل، ونشارك الجراثيم وننشر العدوى.
موجة كوفيد المقبلة
يقول الدكتور بيتر تشين هونغ، اختصاصي الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، «يبدو أن الموجة مقبلة». وتُظهر بيانات مياه الصرف الصحي من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها حالياً مستويات عالية من الفيروس المنتشر على مستوى البلاد. كما ارتفعت الوفيات والاستشفاء بسبب الفيروس في الأسابيع الأخيرة. ويشكل الآن متغيراً جديداً، وهو XEC، ما يقرب من نصف حالات كوفيد في البلاد.
انتبه إلى الأعراض
ظلت أعراض كوفيد كما هي إلى حد كبير على مدار السنوات القليلة الماضية: السعال والاحتقان والحمى والتهاب الحلق والغثيان والقيء والإسهال وضيق التنفس والصداع وآلام الجسم. غالباً ما يكون الأشخاص المصابون بكوفيد مرهقين. كما يفقد البعض حاسة التذوق أو الشم.
قد يشعر الشخص المصاب بكوفيد بشكل مختلف في كل مرة يصاب فيها بالعدوى؛ إذ لا تتطور الأعراض دائماً بنفس الطريقة. وإن كنت تعاني من التهاب الحلق في المرة الأخيرة، فقد تعاني هذه المرة من المزيد من أعراض الجهاز الهضمي.
أمراض فيروسية أخرى
وما يزيد الأمور تعقيداً هو الأمراض الأخرى التي تنتشر بسرعة في الولايات المتحدة الآن: الإنفلونزا، والفيروس المخلوي التنفسي respiratory syncytial virus، والسعال الديكي، والالتهاب الرئوي المتنقل walking pneumonia.
ويقول الدكتور مارك سالا، المدير المشارك لمركز نورث وسترن ميديسين الشامل لكوفيد – 19 في شيكاغو: «إن العدوى هذا العام تنجم عن وفرة في الكثير من الفيروسات المختلفة هذا العام». وقد يكون من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، معرفة الفيروس الذي أصابك دون إجراء اختبار.
الاختبارات المنزلية موثوقة بنسبة 80%
تظل اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل في المختبر Lab PCR tests هي المعيار الذهبي لتشخيص كوفيد. وهي متوفرة في عيادات الأطباء والمستشفيات وغرف الطوارئ ومراكز الرعاية العاجلة. لكن الاختبارات السريعة في المنزل متاحة على نطاق أوسع. هناك أيضاً اختبارات جديدة يمكنها اكتشاف كل من كوفيد والإنفلونزا.
وتقول إدارة الغذاء والدواء إنها تتوقع أن تكشف اختبارات كوفيد في المنزل عن الفيروس بنسبة 80 في المائة على الأقل عندما يكون شخص ما مصاباً.
ويقول ناثانيال هافر، أستاذ مشارك في الطب الجزيئي في كلية تشان الطبية بجامعة ماساتشوستس: إذا استيقظت بأعراض كوفيد ولديك اختبارات سريعة في متناول اليد، فيجب عليك إجراء اختبار.
وإذا كانت نتيجة هذا الاختبار سلبية، فقم بإجراء اختبار ثانٍ بعد 48 ساعة.
وهذا الاختبار الثاني بالغ الأهمية. وفي العادة تجعل التطعيمات والعدوى السابقة جسمك أكثر قدرة على التعرف على الفيروس والاستجابة له. وهذا يعني أن جهاز المناعة لديك يتحسس بظهور الأعراض قبل أن يتراكم الفيروس بما يكفي لتحويل الاختبار إلى إيجابي.
إذا تعرضت لفيروس كورونا ولكنك لا تعاني من أعراض، توصي إدارة الغذاء والدواء بالانتظار لمدة خمسة أيام كاملة على الأقل بعد هذا التعرض قبل الاختبار.
انتقال العدوى بين البشر
إذا كانت نتيجة اختبارك إيجابية في اختبار سريع، فهذه إشارة إلى أنه يمكنك نقل كوفيد إلى شخص آخر. تختلف المدة التي تكون فيها معدياً من شخص لآخر، ولكن يمكنك عادةً أن تتوقع أن تكون معدياً لمدة خمسة أيام على الأقل. ومع ذلك، إذا كانت نتيجة اختبارك سلبية بعد بضعة أيام من نوبة الفيروس، فمن المرجح أنك لم تعد معدياً.
خيارات العلاج
يمكن للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض خطيرة من كوفيد – بما في ذلك الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً أو الذين يعانون من ضعف المناعة – تلقي علاجات كوفيد التي يُعتقد أنها فعالة إذا تم البدء فيها في غضون أسبوع تقريباً من ظهور الأعراض.
يلجأ الأطباء عادةً إلى عقار باكسلوفيد Paxlovid، وهو حبة مضادة للفيروسات يمكنها إبطاء معدل تكاثر الفيروس داخل الجسم.
لا يمكن للجميع تناول عقار باكسلوفيد، مع ذلك؛ يمكن أن يتفاعل الدواء مع بعض الأدوية المضادة للذهان، والأدوية التي تعالج عدم انتظام ضربات القلب، وبعض أدوية الصداع النصفي والأدوية الأخرى.
هناك خيارات أخرى أقل استخداماً لعلاج كوفيد، بما في ذلك ريمديسيفير remdesivir، وهو مضاد للفيروسات يتم إعطاؤه عن طريق الحقن في منشأة للرعاية الصحية. قد يصف الأطباء أيضاً حبوب مولنوبيرافير molnupiravir المضادة للفيروسات لبعض المرضى البالغين.
كما أذنت إدارة الغذاء والدواء بدواء لحماية الأشخاص المعرضين للخطر قبل إصابتهم: حقن الأجسام المضادة وحيدة النسيلة تسمى بيمغاردا. Pemgarda.
وأكد الأطباء أن اللقاحات تقلل من خطر الإصابة بمرض خطير.
اللقاحات المتاحة
وافقت إدارة الغذاء والدواء على لقاحات محدثة في أغسطس (آب) الماضي. تستهدف هذه اللقاحات متغيرات الفيروس التي تشبه إلى حد كبير XEC، المتغير السائد المنتشر الآن في الولايات المتحدة، كما يقول الدكتور زياد العلي، رئيس قسم البحث والتطوير في نظام الرعاية الصحية لشؤون المحاربين القدامى في سانت لويس. ويضيف: «إنه ليس مثل ابن عم بعيد. إنه قريب جداً جداً».
تتضاءل المناعة بعد بضعة أشهر من تلقي اللقاح، ولكن من المرجح أن تظل لديك الحماية ضد المرض الشديد إذا حصلت على أحدث اللقاحات التي أصبحت متاحة هذا الخريف. وإذا لم تكن قد حصلت عليها، فلم يفت الأوان بعد.
وتابع العلي: «من الواضح أن بعض الناس ما زالوا يموتون من كوفيد، ولا يزال بعض الناس يصابون بكوفيد طويل الأمد، حتى لو أصيبوا به من قبل… إن هذا المرض ليس أمراً تافهاً، كما نتمنى أن يكون».
* خدمة «نيويورك تايمز»
المصدر : وكالات