نفذت السلطات السودانية حملة تطهير شاملة لمدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط البلاد، عبر سيارات مزودة بمواد التعقيم لإزالة كل مخلفات الحرب، وذلك ضمن الإجراءات الوقائية التي تمهد لعودة المواطنين إلى منازلهم بعد أكثر من عام على نزوحهم إلى ولايات أخرى في البلاد.
وقال مدير عام قوات «الدفاع المدني» في السودان، الفريق شرطة عثمان عطا مصطفى، لــ«الشرق الأوسط»، إن الحملة شملت تعقيم المستشفيات والمدارس ودور العبادة (المساجد والكنائس) في مدينة ود مدني والبلدات والقرى من حولها بـ«محلول الكلور»، كما تم تطهير مصادر مياه الشرب.
وأكد أن المدينة أصبحت خالية من التلوث البيئي، وتم التأكد من ذلك بواسطة الأجهزة العالية الدقة والجودة التي استخدمتها الفرق الفنية خلال عمليات التعقيم.
وفي الحادي عشر من يناير (كانون الثاني) الحالي، استعاد الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه، مدينة ود مدني، من قبضة «قوات الدعم السريع» التي سيطرت عليها لأكثر من عام.
وأفاد، بأنه تم إجراء مسح شامل بأجهزة متطورة، وإزالة المتفجرات والأجسام الغريبة، بالتعاون مع القوات المسلحة والأدلة الجنائية، وتم العثور على عدد قليل من المقذوفات المتفجرة تسلمتها الأجهزة المختصة التابعة للقوات النظامية في الجيش السوداني.
وقال مدير قوات «الدفاع المدني» إنه تم جمع الجثث المتحللة وتعقيمها قبل دفنها وفقاً للإجراءات الفنية المتعارف عليها في مثل هذه الحالات. وكشف عن أن «غالبية الجثث من الأجانب القتلى الذين سقطوا في المعارك»، لكنه أحجم عن الإدلاء بأي تفاصيل إضافية عن عدد الجثث التي تم العثور عليها داخل المدينة.
وأعلن أيضاً أنه تمت «إبادة أعداد كبيرة من الكلاب الضالة التي كانت تقتات من نهش الجثث والحيوانات النافقة، حتى لا تهدد سلامة وصحة المواطنين عند عودتهم إلى المدينة».
وأضاف أن حكومة ولاية الجزيرة بدأت العمل في إعادة خدمة الكهرباء إلى بعض المناطق في مدينة ود مدني، وشرعت فعلياً في صيانة وتشغيل المرافق الحيوية التي تضررت خلال سيطرة «قوات الدعم السريع»، وعلى وجه الخصوص المؤسسات والمراكز الصحية قبل عودة المواطنين إلى المدينة.
وأفاد مصطفى بأن «قوات الدفاع المدني في السودان لديها إمكانات كبيرة لمواجهة أي أخطار، وأن فرق المهندسين والمختصين كانت قد تلقت تدريبات مكثفة من قبل الأمم المتحدة للحد من الكوارث البيئية».
وتأتي عمليات تعقيم مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، في إطار الإجراءات الاحترازية المعتادة في حالة الحروب خشية من انتشار الأمراض والأوبئة.
وقالت مصادر في ود مدني لــ«الشرق الأوسط»، إن الكثير من المؤسسات والمرافق الحكومية العامة والخاصة تضررت بشدة خلال سيطرة «الدعم السريع» على المدينة.
ورغم استرداد الجيش السوداني ود مدني، فإن «قوات الدعم السريع» لا تزال تنتشر بكثافة في البلدات والقرى المحيطة بها.
المصدر : وكالات