
لطالما كان الفن الخليجي جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية للمنطقة، يُعبر عن عاداتها وتقاليدها، ويُسجل تحولاتها الاجتماعية والتاريخية، ومع التطورات المتسارعة التي تشهدها دول الخليج، يتجدد الحديث عن دور هذا الفن وكيفية مواكبته للعصر مع الحفاظ على أصالة تُراثه، وفي هذا السياق، يقدم المخرج مصطفى أحمد عناد رؤيته الثاقبة حول دور الفن الخليجي وتطوره.
يرى عناد أن الفن في الخليج العربي شهد في العقود الأخيرة قفزات نوعية ملحوظة، مدفوعة بالدعم الحكومي المتزايد، وازدهار البنية التحتية الثقافية، وظهور جيل جديد من الفنانين الموهوبين.
ويُشير إلى أن هذا التطور لم يقتصر على نوع فني واحد، بل شمل مجالات متنوعة كالدراما التلفزيونية والسينما والموسيقى والفنون التشكيلية، مُشكلًا بذلك مشهدًا فنيًا غنيًا ومتنوعًا.
ويُؤكد عناد على أن الدراما الخليجية، على وجه الخصوص، استطاعت أن تُحقق انتشارًا واسعًا، لتصل إلى المشاهد العربي في كل مكان، ويُعزو ذلك إلى قدرتها على معالجة قضايا اجتماعية وإنسانية بأسلوب واقعي ومُلامس للوجدان، بالإضافة إلى اهتمامها المتزايد بتقديم قصص تُعبر عن تفاصيل الحياة اليومية في المجتمع الخليجي، مما يُضفي عليها طابعًا من الأصالة والخصوصية.
ومع ذلك، لا يُغفل عناد التحديات التي تواجه الفن الخليجي. فهو يرى أن هناك حاجة مُلحة للمزيد من الجرأة في طرح المواضيع، والخروج عن الأطر التقليدية في بعض الأحيان، بالإضافة إلى الاستثمار في التقنيات الحديثة ومواكبة التطورات العالمية في صناعة الفن، ويُشدد على أهمية دعم المواهب الجديدة وتوفير فرص أكبر لها لتُبرز إبداعاتها، مما سيُسهم في إثراء المشهد الفني وتنويعه.
وفي ختام حديثه، يُعرب مصطفى أحمد عناد عن تفاؤله بمستقبل الفن الخليجي، مُعتبرًا أنه يمتلك كل المقومات ليُصبح قوة فنية وثقافية رائدة على المستويين الإقليمي والعالمي، ويُؤمن بأن الحفاظ على الأصالة والتراث، مع الانفتاح على الحداثة والتجديد، هو السبيل الأمثل لتحقيق هذا الطموح، ليُصبح الفن الخليجي سفيرًا يُعبر عن ثقافة المنطقة وحضارتها للعالم أجمع.