قاربت مصر على الانتهاء من مشروع ضخم يمزج بين العلم والصناعة في مدينة الإسكندرية، يقوم على تحويل غاز ثاني أكسيد الكربون إلى طاقة نظيفة، بهدف تحويل المواد الضارة إلى قيمة مضافة نافعة، بحسب ما أكد القائم على المشروع لموقع “سكاي نيوز عربية”.
المشروع يقوم على بناء نظام نصف صناعي وطني، لإنتاج الوقود الشمسي الأخضر السائل، لمواجهة التغيرات المناخية الناتجة من غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث صناعيا، بمحافظة الإسكندرية الساحلية.
ويقوم على تنفيذ المشروع، مركز التميز العلمي للجرافين وتطبيقاته في الطاقة والإلكترونيات بالجامعة المصرية اليابانية، في مدينة برج العرب بالإسكندرية.
مدير المشروع، أحمد عبد المنعم، قال لموقع “سكاي نيوز عربية”: “أبحاثنا في مركز التميز العلمي للجرافين بالجامعة المصرية اليابانية تتفق مع خطة الدولة في التنمية المستدامة، التي تهدف لتقليل انبعاثات الغازات الناتجة من عمل المصانع وحرق الوقود في المصانع والسيارات، وأهم تلك الغازات هو غاز ثاني أكسيد الكربون”.
وتابع عبد المنعم، الذي يشغل منصب رئيس مركز التميز العلمي للجرافين بالجامعة المصرية اليابانية، قائلا: “عملنا خلال المشروع يقوم على تحويل غاز ثاني أكسيد الكربون الضار بالبيئة والمناخ إلى شيء نافع، عن طريق تقنية معروفة على مستوى العالم، هي (فيشر تروبش)”.
نظرا للأهمية الكبرى للطاقة في الصناعة والحياة اليومية وبسبب ارتفاع ثمن الوقود الحفري بصورة مزعجة، وكذلك تجنبا لتلوث البيئة والحفاظ عليها من المخلفات العضوية والكربون والغازات المنبعثة والتغير المناخي، أصبح البحث عن تطوير مصادر بديلة ونظيفة ودائمة ورخيصة مطلبا ضروريا وملحا.
كل دولة لها خطتها القومية لإيجاد مصادر بديلة للطاقة لتأمين احتياجاتها، لذلك رصدت الدول الكبرى والرائدة، ميزانية ضخمة لتطوير مصادر بديلة للطاقة بحلول 2050.
مصر بدأت منذ فترة، إدراك أهمية تطوير مصادر بديلة ومستدامة للطاقة، لمواكبة التطور العالمي وخدمة المجتمع والصناعة.
بحسب آخر تقرير أممي، فإن نسبة الانبعاثات في مصر أقل من 1 بالمئة، وتحديدا 0.6 بالمئة فقط، بواقع 325 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، والتي أدت إلى تدهور في الصحة العامة وانتشار الفيروسات والأمراض، فضلا عن تأثر الزراعة والسياحة، مما يتطلب سرعة قيام الحكومة بمسؤوليتها الأممية والمجتمعية تجاه هذه الظاهرة.
وفي هذا الصدد، استطرد عبد المنعم: “مع انتقال العالم إلى نظام طاقة منخفض الكربون، تعتبر عملية تحويل غاز ثاني أكسيد الكربون لإنتاج هيدروكربونات عالية القيمة ومنخفضة الكربون مهمة، مثل وقود الطائرات، والديزل، والمواد الكيميائية، والكيمياويات ذات كثافة كربونية منخفضة”.