هكذا أعلنت موسكو التعبئة بالحرب العالمية الثانية – بوابة مشاهير

إسلام جمال24 سبتمبر 2022 مشاهدة
هكذا أعلنت موسكو التعبئة بالحرب العالمية الثانية – بوابة مشاهير

بتحرك يعد الأول منذ فترة الحرب العالمية الثانية، اتجهت موسكو خلال الأيام الفارطة لإعلان التعبئة الجزئية مستدعية بذلك، حسب تصريحات المسؤولين الروس، حوالي 300 ألف جندي احتياط لدعم جهود الحرب بأوكرانيا. إلى ذلك، يعد هذا العدد ضئيلا مقارنة بأعداد القوات التي استدعتها موسكو، أثناء الحقبة السوفيتية، تزامنا مع بداية الغزو الألماني لأراضيها يوم 22 حزيران/يونيو 1941 ضمن عملية بربروسا (Barbarossa) حيث لجأت السلطات السوفيتية حينها لإعلان التعبئة العامة أملا في جمع أكبر عدد ممكن من القوات لوقف التقدم الألماني غربا وصد هجوم ياباني محتمل شرقا.

التعبئة مع بداية الغزو الألماني

يوم 22 حزيران/يونيو 1941، اهتز المواطنون السوفييت على وقع خبر بداية الغزو الألماني لأراضي بلادهم. فطيلة الأشهر الفارطة، تجاهل القائد السوفيتي جوزيف ستالين التقارير التي حذرته من غزو ألماني وشيك. فضلا عن ذلك، لعب الأخير دورا هاما في إضعاف الجيش الأحمر بسبب لجوئه لإعدام عدد هام من كبار قادة الجيش أثناء فترة التطهير الأعظم بالثلاثينيات.

وتزامنا مع دخول جنود الفيرماخت (Wehrmacht)، أي القوات المسلحة الألمانية، لأراضيه، أعلن الإتحاد السوفيتي يوم 22 حزيران/يونيو 1941 التعبئة العامة ليتم بذلك استدعاء كل من بلغ التاسعة عشر من العمر لأداء واجبه العسكري. من ناحية أخرى، استقبلت مراكز التجنيد السوفيتية المواطنين السوفييت الذين بلغوا الثامنة عشر وسمحت لهم بالإنضمام للجيش كمتطوعين.

صورة للقائد السوفيتي جوزيف ستالين

وعلى ساحات المعارك، واجه الإتحاد السوفيتي نكسات عديدة حيث ارتفعت خسائره البشرية بشكل هائل تزامنا مع خسارته لنسبة كبيرة من أراضيه خلال الأشهر الأولى من الحرب. وأمام هذا الوضع، أمرت موسكو بتوسيع عمليات التعبئة العامة لتشمل جميع المواطنين الذين تراوحت أعمارهم بين 17 و50 سنة.

من ناحية أخرى، رفع المسؤولون السوفييت القيود عن عملية تجنيد الأطفال وسمحوا بضم العناصر “السيئة” بالمجتمع، كالنبلاء السابقين ومساعدي القيصر ورجال الدين والمثقفين، للجيش الأحمر.

إلى ذلك، لم تشمل عمليات التجنيد بالتعبئة العامة مناطق أقصى شرق الإتحاد السوفيتي وسيبيريا حيث فضّلت موسكو حينها الحفاظ عليهم ضمن جنود الإحتياط لإستدعائهم في حال تعرض البلاد لهجوم ياباني ما بين عامي 1941 و1942.

11 مليون جندي

خلال الثمانية أيام الأولى لعمليات التعبئة، جمع الإتحاد السوفيتي حوالي 5.3 مليون جندي مساهما بذلك في مضاعفة عدد قواته التي استعدت لصد الألمان. ومع استدعائه لأداء الخدمة العسكرية، يجبر المواطن السوفيتي على ترك وظيفته ويتلقى راتب أسبوعين قبل أن يتوجه لحلق رأسه بشكل كامل ليتحول فيما بعد، مرفوقا بوثائق هويته، نحو أقرب مركز تجنيد.

من ناحية أخرى، استثنت عمليات التجنيد حينها بعض الأشخاص. فبناء على طلب من المسؤولين السوفييت، أعفي العاملون بالحقول والغابات ومصانع الأسلحة من أداء الخدمة العسكرية. كما استثني الممثلون والفنانون والرياضيون والمواطنون ذوو الأصول الألمانية والفنلندية والمجرية والرومانية والصينية واليابانية من التطوع بالجيش ضمن عمليات التعبئة العامة وأجبروا في المقابل على القيام بعدد من أعمال البناء والتهيئة.

مع نهاية الحرب العالمية الثانية، أحصى السوفييت حوالي 11 مليون جندي بقواتهم. وبسبب ذلك، ألغيت الإنتدابات العسكرية وعمليات التطوع بالجيش ما بين عامي 1946 و1948.

وفي المقابل، أرسل العديد من الجنود، الشباب، السباقين بالجيش للعمل بمجالات الفلاحة والصناعة بهدف إعادة الاقتصاد السوفيتي لما كان عليه قبل الحرب. وبحلول العام 1948، تراجع عدد القوات السوفيتية لحوالي 2.8 مليون عسكري.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل