يبدو أن جهود التهدئة في مدينة الزاوية غرب العاصمة الليبية طرابلس فشلت. فقد أفادت مصادر محلية للعربية/الحدث ، اليوم الاثنين بفشل جهود مشايخ وأعيان المدينة في التهدئة ووقف القتال بعد رفض الطرفين إيقاف إطلاق النار حتى القضاء نهائياً على الطرف الآخر.
فيما ارتفعت حصيلة القتلى خلال الاشتباكات التي شهدتها المدينة ليلا أمس إلى 6 قتلى بينهم طفلان، بالإضافة إلى إصابة 19 جريحا جراء القتال الذي اندلع بين مجموعات مسلحة تتبع إداريا وتنظيميا إلى وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وأخرى تتبع لوزارة الدفاع، وتحديدا بين مليشيا “السلعة” ومليشيا “سيفاو”، التابعتين لنفس الحكومة.
دبابات وأسلحة ثقيلة
فيما أوضحت مصادر محلية، أن المواجهات اندلعت بعد تعرّض أحد عناصر “السلعة” إلى هجوم مسلح من “سيفاو”، واستخدمت فيه الدبابات ومختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة.
وكان جهاز الإسعاف والطوارئ أعلن سابقاً عدم تمكن فرقه من التحرك داخل مناطق الاشتباكات لتقديم المساعدة وتوفير ممر آمن للعائلات العالقة بسبب ارتفاع وتيرة الاشتباكات.
من اشتباكات طرابلس – أرشيفية رويترز
تضم أكبر عدد من الميليشيات
وتعتبر الزاوية من أكثر مدن الغرب الليبي تواجدا للميليشيات المسلحة، التي أعلنت كلّها اصطفافها إلى جانب حكومة الدبيبة، وشاركت قبل أسابيع في طرد عدّة مليشيات متحالفة مع رئيس الحكومة المكلّف فتحي باشاغا، بعد أن حاولت الدخول إلى العاصمة.
يشار إلى أن هذه الجولة من الاقتتال تعتبر أحدث موجة عنف تهز الدولة الواقعة في شمال إفريقيا والغارقة في فوضى مستمرة منذ عشر سنوات.
فمنذ أشهر تعيش ليبيا، على وقع توتر سياسي وعسكري متصاعد ومحتدم، نتيجة الصراع على السلطة بين حكومتي الدبيبة وباشاغا، اللذين يحظيان بدعم من ميليشيات مسلحة تتمركز في طرابلس ومصراتة، وغيرها، ومستعدّة للمواجهة.
وقد أدّى قتال عنيف اندلع قبل أسابيع بين الميليشيات الموالية لباشاغا والأخرى الداعمة للدبيبة، إلى مقتل 23 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين.