وسط الاحتجاجات التي عمت العديد من المدن الإيرانية خلال الأيام العشرة الماضية، تنديدا بمقتل الشابة الكردية مهسا أميني، وبين الهتافات الغاضبة التي تعالت ورد اسم مجبتى خامنئي إلى جانب الدعوات الحانقة والصادحة “الموت للدكتاتور” في إشارة إلى المرشد، علي خامنئي.
فقد هتف المتظاهرون “مجتبى قد تموت قبل أن تبصر القيادة”.
فمن هو مجبتى خامنئي؟
كما يدل عليه اسمه هو ابن المرشد الإيراني، ورجل الظل الذي قد يخلف والده في منصب المرشد الأعلى في البلاد، بعدما عمل في الخفاء لأعوام.
فعلى الرغم من أنه لا يتولى منصباً حكومياً رسميا، لكن مسؤولين أميركيين وإيرانيين يؤكدون على السواء، أنه مسؤول عن الإمبراطورية التجارية لأبيه، بحسب ما أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
علي خامنئي (فرانس برس)
كما أنه يتمتع بنفوذ واسع، وله تأثير في تعيين مسؤولين أمنيين والإشراف في بعض الأحيان على أجزاء رئيسة من جهاز الأمن الإيراني.
فقد رأى محللون وأشخاص قريبون من الحكومة الإيرانية أن صعوده إلى الواجهة مؤخراً، وتبلور نفوذه بشكل أوضح يمثل تحولا بعيدا عن القيادة الدينية التقليدية التي كانت حاسمة في تأسيس الجمهورية الإسلامي.
وجه التشدد والعسكر
وقال هؤلاء إنه يمثل بدلاً من ذلك الجماعات شبه العسكرية ورجال الدين الأكثر تشددا.
ففي 2009 اتهم قادة المعارضة بالمساعدة في تزوير الانتخابات لصالح أحمدي نجاد، فضلا عن تأييده قمع الاحتجاجات التي هزت البلاد وقتها وعرفت بالحركة الخضراء.
إلى ذلك، بنى مجتبى سمعة باعتباره منفذا لأوامر والده وحارسا له.
منافس جدي
فيما أكدت مصادر مطلعة أنه بات الآن منافسا جديا لخلافة علي خامنئي.
لاسيما أنه في أواخر أغسطس السابق تم ترفيعه إلى رتبة “آية الله” وهو لقب ديني رفيع في إيران، سيحتاجه ليصبح المرشد، رغم أن فوزه ليس مضمونا.
إذ يقف الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي القريب من خامنئي في طريقه، وهو يتمتع بمؤهلات سياسية وشخصية عامة معروفة، في المقابل نادرا ما يظهر مجتبى في الأماكن العامة.
يشار إلى أن خلافة خامنئي كانت طفت إلى السطح قبل نحو أسبوعين بعد غياب خامنئي عن اجتماع دوري رسمي لأعضاء مجلس الخبراء، وورود أنباء عن تدهور صحته، إلا أنه عاد وظهر علناً قبل أيام خلال مناسبة دينية، بهدف دحض تلك الإشاعات على ما يبدو، علماً أنه مصاب بالسرطان منذ سنوات.
