اعترضت قوات بحرية أميركية قارباً في خليج عمان، وتبيّن أن عليه طنين و410 كيلوغرامات من الهيروين. وقال البيان الصادر عن الأسطول الخامس، إن هذه “أكبر عملية اعتراض لمخدرات غير قانونية في الشرق الأوسط على يد القوات الدولية هذا العام”.
ولم يشر بيان الأسطول الخامس إلى كثير من التفاصيل، واكتفى بالإشارة إلى أن سفينة من حرس السواحل الأميركي العاملة ضمن القوة البحرية المشتركة رقم 150 هي التي قامت بعملية الاعتراض في المياه الدولية، وأن القوة 150 هي بالقيادة الدورية للمملكة العربية السعودية، وتعتبر القوة 150 أكبر قوة بحرية مشتركة في العالم.
ونقل البيان عن قائد الأسطول الخامس تصريحاً يقول فيه “إن حجم المواد التي تم اعتراضها يبرهن عن الالتزام العميق في صفوف الشركاء الدوليين لمنع وردع النشاطات المزعزعة للاستقرار في المنطقة”.
سفينة حربية أميركية
وأضاف أميرال البحر براد كوبر “أنه فخور بالعملية السلسة بقيادة السعودية وبطاقم السفينة ماولثروب”.
اعتراض أسلحة
معلومات إضافية لـ”العربية” و”الحدث” تؤكد أن القوة المشتركة 150 قامت بعمليات كثيفة خلال الأسابيع الماضية، وأنها اعترضت كميات من الأسلحة في هذه المنطقة لكنها لم تعلن عنها، ومن المنتظر أن يتم ذلك في الأسابيع المقبلة.
وكانت القوة المشتركة كشفت عن السيطرة على كميات ضخمة من الأسلحة في شهر يوليو/ تموز 2022، لكن العملية التي قامت بها القوات البحرية البريطانية وقعت في شهري يناير وفبراير أي قبل 6 أشهر من الإعلان.
إلى ذلك، سجلت القوة المشتركة نجاحاً كبيراً في وقف عمليات تهريب المخدرات عبر المياه الدولية، لكن الكمية الكبيرة من المخدرات وعدد المرّات التي جرى فيها اعتراض المخدرات يثير الكثير من التساؤلات حول ما يجري بالفعل في هذه المنطقة.
مخدرات أفغانستان
كمية الهيروين التي تم ضبطها يوم 27 أيلول سبتمبر وأعلن عنها فوراً، تشير إلى عودة النشاط إلى أراضي أفغانستان، حيث تتم زراعة المخدرات ثم إنتاج الهيروين المستخرج منها.
ويعتبر الأميركيون أن طالبان تقول إنها تريد منع زراعة المخدرات، لكن يمكن لأي شخص على صلة جيدة بالتنظيم وله حظوة لديهم، أن يقوم بزراعة النباتات ثم إنتاج الهيروين، وهو من جهة يجني الملايين من الدولارات ويعطي جزءاً من الأرباح للتنظيم.
التنظيم بدوره يحتاج إلى هذه الأموال لتمويل نشاطاته و”حكمه” كسلطة أمر واقع في أفغانستان، فيما لا تعترف الكثير من الدول، خصوصاً الأوروبية والولايات المتحدة بحكومة طالبان في كابل، وتمنع عنها التمويل المباشر أو الوصول إلى الأصول المالية الخاصة بالحكومة الأفغانية في البنوك والحسابات المصرفية في دول الغرب.
الدور الإيراني
لم تكشف بيانات البحرية الأميركية عن مرفأ انطلاق القارب الذي تم اعتراضه يوم الثلاثاء 27 سبتمبر، لكن الأميركيين يعتبرون أن منطقة خليج عُمان منطقة مشهورة بالتهريب، كما رفضت البحرية الأميركية الكشف عن هويات البحارة.
معلومات “العربية” و”الحدث” تشير إلى أن البحرية الأميركية اعترضت القارب وأخذت المخدرات لإتلافها، وسمحت للبحارة والقارب بمتابعة إبحارهم، ولم تحجز حرية هؤلاء الأشخاص، واعتبرتهم من البحارة الفقراء كما يحدث عادة في هذه المنطقة.
تشير معلومات شبه مؤكدة إلى أن تنظيم طالبان بات يعتمد أكثر وأكثر على الأراضي الإيرانية وتسهيلات السلطات الإيرانية لتمرير شحنات المخدرات عبرها إلى الشواطئ المطلة على خليج عمان، كما أنه من الثابت أن السلطات الإيرانية تسمح بتهريب المخدرات وتنظّم تهريب الأسلحة من شواطئها إلى شواطىء عُمان.
هذه “العمليات الإيرانية” استهدفت خلال السنوات الماضية إغراق دول الخليج العربي بالمخدرات وإيصال الأسلحة إلى الحوثيين، وتشير بعض التقديرات إلى أن كميات المخدرات والأسلحة التي تم تهريبها تفوق خلال العامين الماضيين الملياري دولار أميركي.