تخطط البنوك الحكومية التركية للانسحاب من نظام مير الروسي للمدفوعات، بعد تحذير أميركي بالعقوبات.
وقال مسؤول تركي كبير، إن المقرضين الثلاثة، وهم الوحيدون في تركيا الذين لا يزالون يستخدمون نظام مير الروسي في معالجة المعاملات التي تتم باستخدام بطاقات الدفع الروسية، قرروا الانسحاب يوم الثلاثاء، وفقاً لما نقلته وكالة “بلومبرغ” عن مصادر، واطلعت عليه “العربية.نت”.
وعكست الليرة خسائرها لتغلق على ارتفاع طفيف بعد هذه الأنباء.
ويمثل قرار شركة Turkiye Halk Bankasi AS وTC Ziraat Bankasi AS وTurkiye Vakiflar Bankasi TAO بالتوقف عن استخدام “مير” تحولاً في الموقف التركي بشأن العقوبات التي تستهدف روسيا.
عملية توازن
وأجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عملية توازن دقيقة منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير، إذ امتنع عن المشاركة في العقوبات التي أعلنتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وكان يلتقي ويتفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
لكن موقف الرئيس التركي بدأ يظهر بوادر تحول طفيف منذ أن سافر إلى الولايات المتحدة لحضور الاجتماعات السنوية للأمم المتحدة الأسبوع الماضي.
وبعد عودته مباشرة، استدعى أردوغان كبار مسؤوليه بمن فيهم وزير الخزانة والمالية نور الدين النبطي لمناقشة بدائل “مير”.
وفي اليوم نفسه، أعلن المتحدث باسم أردوغان، إبراهيم كالين، على قناة تلفزيونية وطنية، أن تركيا تقف بقوة إلى جانب أوكرانيا في الحرب، داعياً روسيا إلى الانسحاب من الأراضي التي تحتلها.
ويأتي القرار أيضاً في الوقت الذي شهدت فيه تركيا عبور عدد كبير من المواطنين الروس عبر حدودها حيث أدت الحرب إلى موجات هروب كبيرة، وخاصة الأثرياء، من روسيا.
وتصدّر الروس الترتيب في مبيعات المنازل الشهرية للأجانب خلال أبريل في تركيا للمرة الأولى وأصبحوا أكبر المشترين الأجانب بشكل شهري منذ ذلك الحين.
تحذير أميركي
في وقت سابق من هذا الشهر، حذر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية، أو مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، المؤسسات المالية من الدخول في اتفاقيات جديدة أو توسيع الاتفاقيات القائمة مع المشغل الروسي لبطاقات “مير”.
وكان كل من Turkiye Is Bankasi AS وDenizbank AS، وهما مقرضان تركيان خاصان، أول من علّق المشاركة في مير الأسبوع الماضي.
وتحظى بطاقات مير بشعبية بين الزوار الروس وتجلب الدخل الأجنبي إلى تركيا خلال الموسم السياحي.
وتعد السياحة مصدر رئيسي للإيرادات حيث يحاول أردوغان تجنب اندفاع آخر بالليرة، بينما يستعد لخوض الانتخابات الرئاسية العام المقبل. كما أنه يستخدم دوره الدبلوماسي في الحرب لتعزيز مكانته المحلية.
ووضع أردوغان تركيا كوسيط، وساعد في تأمين الصفقات لاستئناف شحنات الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود ومؤخراً، لتبادل الأسرى بين الأطراف المتحاربة.
كما دافع علناً عن بوتين ضد العقوبات وحث الدول على عدم “الاستهانة بروسيا.
وأثارت علاقات أردوغان مع أوكرانيا، بما في ذلك توريد الطائرات بدون طيار، غضب موسكو. لكن أنقرة لا تزال شريكاً رئيسياً لبوتين حيث أغلقت العقوبات الدولية طرقاً أخرى للتجارة والسفر والاستثمار.