رغم القيود.. الإنترنت وسيلة الإيرانيين لتنظيم الاحتجاجات – بوابة مشاهير

إسلام جمال30 سبتمبر 2022 مشاهدة
رغم القيود.. الإنترنت وسيلة الإيرانيين لتنظيم الاحتجاجات – بوابة مشاهير

أظهرت الاحتجاجات الغاضبة في إيران خلال الأسبوعين الماضيين، عدم قدرة السلطات على التعتيم عما يجري في الداخل من قمع ضد المتظاهرين رغم استخدام كل وسائل العنف المتاحة، ويعود الفضل في ذلك إلى الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.

فقد ساعدت التكنولوجيا ورغم محاولات منعها في تأجيج موجات متتالية من الاحتجاج ضد السلطات في إيران عقب مقتل الفتاة مهسا أميني، حيث بلغت ذروتها هذا الشهر في تظاهرات على مستوى البلاد تحدت كل القوانين والمحظورات.

نقل الصورة إلى الخارج

وعلى الرغم من أن المعركة الحقيقية تدور في الشارع، حيث المواجهات مع رجال الأمن، فإن هواتف المتظاهرين هي التي ساهمت في فضح ما يحدث ونقل الصورة إلى العالم، وفق تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” نشر أمس الخميس.

وبدأت القصة عندما نُشرت أخبار على الإنترنت في 16 سبتمبر/أيلول الجاري، تفيد بأن فتاة شابة توفيت في حجز الشرطة بعد اتهامها بانتهاك قانون الحجاب الإلزامي في إيران.

من احتجاجات إيران

من احتجاجات إيران

حملة على التواصل

ففي غضون يوم واحد، انضم ربع مليون مستخدم على إنستغرام إلى سلسلة من الإيرانيين الذين ينشرون عن الفتاة، مهسا أميني، فيما تداول العديد منهم الهاشتاغ الذي يحمل اسمها على تويتر أو إعادة تغريده أو الإعجاب به أكثر من تسعة ملايين مرة.

ومنذ ذلك الحين، اندلعت احتجاجات في عشرات المدن كل ليلة، وقتلت قوات الأمن ما لا يقل عن 50 شخصاً، وفقاً لجماعات حقوقية، واعتقلت أكثر من 700 شخص، بينهم صحافيون ونشطاء كانوا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لإطلاع الناس.

القوات الخاصة الإيرانية

القوات الخاصة الإيرانية

فيما استخدم العشرات من الرياضيين البارزين، بمن فيهم نجوم المنتخب الوطني لكرة القدم علي كريمي وسردار أزمون، ومشاهير ومخرجون بارزون مثل أصغر فرهادي، وسائل التواصل الاجتماعي للإعلان عن دعمهم للمتظاهرين الأسبوع الماضي.

لكن انقطاع الإنترنت والتطبيقات تسبب في إرباك الجهود المبذولة لتنظيم احتجاجات جديدة وإبطاء زخمها.

قيود على الإنترنت

ولكن بعيداً عن هذه الاحتجاجات، عمل القادة الإيرانيون لأكثر من عقد من الزمان لتعزيز السيطرة من خلال بناء الإنترنت المحلي الخاص بهم، مع استكمال النسخ المقلدة من غوغل وإنستغرام.

وفي عهد إبراهيم رئيسي، رئيس إيران الجديد المحافظ للغاية، كثفت إيران الرقابة، وعطلت الشبكات الافتراضية الخاصة، وعرقلت التشفير على تطبيقات المراسلة وقيدت عمليات البحث في غوغل حيث اقتصر على غوغل الآمن، الذي لا يعرض سوى المحتوى المناسب لأعمار الأطفال دون سن 13 عاماً.

من الاحتجاجات في طهران تنديدا بموت مهسا أميني (أرشيفية- رويترز)

من الاحتجاجات في طهران تنديدا بموت مهسا أميني (أرشيفية- رويترز)

في حين هناك مخاوف من أن قانون الإنترنت المعلق سيؤدي إلى حظر تطبيقات التواصل الاجتماعي المتبقية، والتي يعتمد عليها ما يقدر بنحو 11 مليون إيراني في كسب عيشهم، ويعملون عبرها كمؤثرين، ويبيعون المنتجات مثل تطبيق إنستغرام.

وإدراكاً منها أن انقطاع الإنترنت يمكن أن يخمد الاحتجاجات، غيرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن اللوائح الأسبوع الماضي لمنح شركات التكنولوجيا الأميركية مساحة أكبر لتقديم الخدمات للإيرانيين دون التعارض مع عقوبات الولايات المتحدة على إيران.

لكن من غير الواضح مدى السرعة التي يمكن أن يتصرفوا بها.

الوسيلة الوحيدة

وفي بلد تخضع فيه وسائل الإعلام لرقابة مشددة ولا يضطر القادة أبداً إلى الخضوع لاستجواب عام، تشكل منصات مثل تويتر وإنستغرام و”كلوب هاوس” الوسيلة الوحيدة لمساءلة السلطات.

من جهتها، اعتبرت السلطات الإنترنت غير المقيد تهديداً منذ عام 2009، عندما ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي في حشد ملايين الإيرانيين في احتجاجات الحركة الخضراء على ما اعتقدوا أنها انتخابات رئاسية مزورة.

VPN

VPN

ومع ذلك، أظهرت الإحصاءات من متاجر التطبيقات الإيرانية أن بضعة ملايين فقط في بلد يبلغ عدد سكانه حوالي 85 مليون نسمة قاموا بتنزيلها.

وقال الباحثون إن هذا يرجع جزئياً إلى المخاوف بشأن الرقابة الحكومية.

شبكات خاصة وVPN

ويستمر الإيرانيون في إيجاد طرق للوصول إلى الإنترنت الأوسع حيث يعتمد حوالي 80 في المائة من الإيرانيين على شبكات خاصة افتراضية للوصول إلى الإنترنت، حسبما قال أحد المشرعين لوسائل الإعلام الحكومية في يوليو/تموز.

يذكر أن إيران شددت القيود على الإنترنت مع اندلاع الاحتجاجات المنددة بمقتل أميني، حيث حدت من قدرة استخدام تطبيقات مثل إنستغرام.

تظاهرات طهران (أ ف ب)

تظاهرات طهران (أ ف ب)

وتغلق إيران مواقع التواصل الاجتماعي مثل تيك توك ويوتيوب وتويتر وفيسبوك بصورة روتينية في بعض مناطق البلاد التي تفرض بعضا من أكثر قيود الإنترنت صرامة في العالم.

لكن السكان المتمرسين في مجال التكنولوجيا يتجاوزون القيود باستخدام الشبكات الافتراضية الخاصة (في.بي.إن).

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل