بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، باتت أميركا تخشى من تكرار السيناريو في تايوان من قبل الصين، وخصوصا وأن الحدود البرية لدعم الجزيرة بالسلاح غير موجودة.
فقد كثّف مسؤولون أميركيون جهودهم لبناء مخزون ضخم من الأسلحة في تايوان بعد دراسة المناورات البحرية والجوية الأخيرة التي أجراها الجيش الصيني حول الجزيرة.
حصار صيني؟!
وأفاد المعلومات بأن التدريبات العسكرية أظهرت أن الصين ستحاصر الجزيرة على الأرجح كمقدمة لأي محاولة غزو.
كما سيتعين على تايوان الصمود من تلقاء نفسها حتى تتدخل الولايات المتحدة أو دول أخرى، وذلك وفقا لما نقله تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.
وأكد أيضا أن الجهود المبذولة لتحويل تايوان إلى مستودع أسلحة باتت تواجه تحديات أيضا، حيث أعطت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأولوية لإرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، مما يقلل من مخزوناتهم.
في حين يتردد صانعو الأسلحة في فتح خطوط إنتاج جديدة معرفة كمية الطلبات.
قلق دولي
ومن غير الواضح كيف يمكن أن ترد الصين إذا سارعت الولايات المتحدة بشحن الأسلحة إلى تايوان، وهي جزيرة ديمقراطية تتمتع بالحكم الذاتي وتزعم بكين أنها أراضٍ صينية، خصوصا أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان أعلن الشهر الماضي أن بلاده لا تشجع استقلال تايوان.
رغم ذلك، أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي، في خطاب ألقاه في جمعية آسيا الشهر الماضي، أن الولايات المتحدة تقوض هذا الموقف من خلال الزيارات الرسمية المتكررة ومبيعات الأسلحة، بما في ذلك العديد من الأسلحة الهجومية.
بدوره، أجرى الجيش الشعبي الصيني تدريبات عسكرية في أغسطس/أب، بسفن حربية وطائرات مقاتلة في مناطق قريبة من تايوان، كما أطلقت صواريخ باليستية على المياه قبالة سواحل تايوان، مرت أربعة منها فوق الجزيرة، وفقًا لليابان.
وكان تحرك الجيش الصيني جاء بعد زيارة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب، إلى تايوان.
الاحتمال موجود
وحتى قبل ذلك، كان المسؤولون الأميركيون والتايوانيون يدرسون عن كثب احتمال حدوث غزو لأن هجوم روسيا على أوكرانيا جعل الاحتمال يبدو أكثر واقعية، على الرغم من أن القادة الصينيين لم يحددوا بوضوح جدولا زمنيا لإقامة حكمهم على تايوان.
يشار إلى أنه ولتحويل تايوان إلى كيان مليء بالأسلحة والتي ستكون رادعة ضد أي هجوم، حاول المسؤولون الأميركيون توجيه نظرائهم التايوانيين نحو طلب المزيد من تلك الأسلحة والأنظمة بدلا من الأنظمة التقليدية البرية الباهظة مثل دبابات إم 1 أبرامز والتي يمكن تدميرها بسرعة.
ومنذ عام 1979، تنتهج واشنطن سياسة طمأنة بكين بأنها لا تدعم الاستقلال.