آنسة الموت.. أوكرانية قنصت 309 ألمان بالحرب – بوابة مشاهير

إسلام جمال20 أكتوبر 2022 مشاهدة
آنسة الموت.. أوكرانية قنصت 309 ألمان بالحرب – بوابة مشاهير

ليودميلا بافليتشينكو عانت من التهميش بعد الحرب العالمية الثانية بسبب السياسة الستالينية التي اتجهت لتقزيم دور النساء بالحرب ضد دول المحور.

خلال فترة الحرب العالمية الثانية، لعبت العديد من النساء السوفيتيات دورا هاما في صناعة نصر بلادهن على ألمانيا. وإضافة للطيارات الملقبات بساحرات الليل والمجندة زويا كوسموديميانسكايا (Zoya Kosmodemyanskaya)، التي أعدمها الألمان وهي في الثامنة عشر من العمر، وسائقة الدبابات ماريا أوكتيابرسكايا (Maria Oktyabrskaya)، يذكر التاريخ القناصة السوفيتية ليودميلا بافليتشينكو (Lyudmila Pavlichenko) التي تمكنت بمفردها من قنص مئات الجنود الألمان.

نجاحات برياضة الرماية

أثناء طفولتها، التحقت ليودميلا بافليتشينكو، المولودة يوم 12 يوليو 1916 بقرية بيلا تسيركفا (Bila Tserkva) بإقليم كييف، بأحد نوادي الرماية حيث حققت نتائج جيدة بهذه الرياضة. وعقب انتقالها للعيش بمدينة كييف رفقة والديها، تزوجت ليودميلا عام 1932 من ألكسيي بافليتشينكو (Alexei Pavlichenko) ورزقت منه بطفل. إلى ذلك، لم يدم هذا الزواج طويلا حيث أبطل بشكل سريع بسبب الخلافات الزوجية لتعود بذلك هذه الشابة، المولودة بأوكرانيا، للعيش رفقة والديها.

صورة لليودميلا وبندقيتها عام 1942

صورة لليودميلا وبندقيتها عام 1942

لاحقا، اتجهت ليودميلا بافليتشينكو للعمل بأحد مصانع الأسلحة. وبالتزامن مع ذلك، التحقت الأخيرة عام 1937 بجامعة كييف حيث درست التاريخ أملا في أن تصبح يوما ما أستاذة جامعية. أيضا، سجلت ليودميلا، من طرف الجيش الأحمر، بأحد نوادي الرماية وواصلت تدريباتها بفترة عاشت خلالها أوروبا على وقع تصعيدات خطيرة هددت بنشوب نزاع عالمي.

309 ضحايا

مع بداية الغزو الألماني للأراضي السوفيتية عام 1941، كانت ليودميلا، البالغة من العمر 24 عاما، من أول الأشخاص الذين تواجدوا أمام مركز التجنيد بأوديسا. وفي البداية، حاول المسؤولون الضغط عليها لإجبارها على الالتحاق بالجيش الأحمر كممرضة. ومع رفضها لذلك، سمح لها في النهاية بالانضمام لكتيبة المشاة رقم 25 كقناصة. وبسبب النقص الفادح في الأسلحة، لم تحصل ليودميلا في البداية سوى على قنبلة يدوية. وقد انتظرت هذه الشابة حينها مقتل زميلها برصاص الألمان لتستلم بندقيته، من نوع موسين ناغانت (Mosin–Nagant)، وتتمكن من قنص جنديين ألمانيين على عين المكان.

على مدار شهرين ونصف، قاتلت ليودميلا ضد الألمان ضمن حصار سيفاستوبول (Sevastopol) وتمكنت من قنص 187 جنديا ألمانيا. بحلول العام 1942، شاركت ليودميلا بعمليات عسكرية عديدة ضد الألمان وتمكنت حسب مصادر الجيش الأحمر من قنص 257 عسكريا من قوات المحور. ومع نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، ارتفع عدد ضحايا ليودميلا بافليتشينكو ليستقر في حدود 309 ضحية. وبفضل ذلك، صنفت الأخيرة ضمن قائمة أهم قناصي الحرب العالمية الثانية ومنحت عام 1943 وسام بطل الاتحاد السوفيتي ووسام لينين كما لقّبت من قبل كثيرين بآنسة الموت.

خلال شهر يونيو 1942، أصيبت ليودميلا بافليتشينكو بشظايا قذيفة وقعت بجوارها. وبسبب ذلك، نقلت الأخيرة للمستشفى لتلقي العلاج اللازم. تزامنا مع تعافيها، رفض المسؤولون السوفييت إرسال ليودميلا مجددا نحو الجبهة واتجهوا في المقابل لاستغلالها لأعمال دعائية بهدف رفع معنويات جنود الجيش الأحمر. أيضا، تنقلت هذه الشابة بين عدد من دول الحلفاء إذ كرمت على مجهوداتها وإنجازاتها على الجبهة الشرقية.

مع نهاية الحرب العالمية الثانية، عادت ليودميلا لتواصل تعليمها بمجال التاريخ بجامعة كييف. وفي الأثناء، عانت الأخيرة من بعض التهميش بسبب السياسات الستالينية التي اتجهت أساسا نحو تقزيم دور النساء بالحرب العالمية الثانية.

سنة 1974، توفيت ليودميلا بافليتشينكو بسبب سكتة دماغية. وكتكريم لها، أصدر الاتحاد السوفيتي طابعا بريديا حمل صورتها عام 1976.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل