توصلت دراسة إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات يعزز فقدان الوزن ويحسن مستويات الغلوكوز أثناء الصيام لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني T2D.
وقالت الدراسة إن العلاقة بين الكربوهيدرات ومرض السكري من النوع 2 راسخة، ولكن تشير الأبحاث الجديدة إلى أن تقليل الكربوهيدرات يمكن أن يساعد في تقليل المخاطر بالنسبة لأولئك الذين ربما يكونون عرضة للإصابة بهذه الحالة، بحسب ما نشره موقع Medical News Today نقلًا عن دورية JAMA Network Open Diabetes and Endocrinology.
مصطلح سريري شائع
قالت الباحثة الرئيسية وعالمة الأوبئة كريستن دورانزز، من جامعة تولين في نيو أورلينز بلوس أنجلوس: إن خفض نسبة السكر في الدم باتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، مشيرة إلى أن “الهيموغلوبين الغليوكوزيلاتي”، والذي يشار إليه اختصارًا بـA1C، هو مصطلح سريري يستخدم على نطاق واسع لقياس مستويات السكر في الدم على المدى الطويل، عن طريق التعرف على معدل تركيز البلازما والغلوكوز.
مقدمات الإصابة بالسكري
وفقًا لمؤسسة السكري الأميركية، فإن الشخص المصاب بمقدمات السكري تكون مستويات A1C بين 5.7 وأقل من 6.5٪، وربما تشير المستويات المرتفعة إلى الإصابة بداء السكري. وأوضحت دكتور دورانز أن المشاركين في الدراسة لديهم نطاق هيموغلوبين A1C يتراوح من 6.0 إلى 6.9٪.
وقالت إن “هذا النطاق الذي تم اختياره باعتباره الحد الأدنى يتوافق مع نقطة القطع الأدنى لمنظمة الصحة العالمية لمرض السكري والحد الأعلى مع هدف الهيموغلوبين A1C المحدد بواسطة جمعية السكري الأميركية بنسبة 7.0٪”.
60 غرام كربوهيدرات أقل
استمرت التجارب بالمركز الأكاديمي في نيو أورلينز لمدة 6 أشهر من سبتمبر 2018 إلى يونيو 2021. وتراوحت أعمار المشاركين من 40 إلى 70 عامًا وتم تقسيمهم إلى مجموعتين.
تم تكليف المجموعة الأولى بتقليل تناول الكربوهيدرات اليومي إلى أقل من 40 غرامًا في الأشهر الثلاثة الأولى وأقل من 60 غرامًا من الشهر الثالث حتى نهاية التجربة. وبالفعل “فقدت مجموعة النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات وزنًا كبيرًا مقارنة بمجموعة الأشخاص الذين استمروا في نظامهم الغذائي المعتاد”.
في نهاية 6 أشهر، اكتشفت دكتورة دورانز وفريقها البحثي أن مستويات A1C انخفضت بنسبة 0.23٪ في المجموعة منخفضة الكربوهيدرات عن مجموعة النظام الغذائي المعتاد.
الأنظمة الكيتوزية
يمكن أن تؤدي الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات، مثل النظام الغذائي الكيتوزني، إلى بدء عملية التمثيل الغذائي المعروفة باسم الكيتوزية، والتي تحدث عندما يحرق الجسم الدهون المخزنة للحصول على الطاقة بدلاً من الغلوكوز.
لكن لا تحدث الكيتوزية عادة مع اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، فوفقًا للباحثين، “كان لدى عدد قليل من المشاركين كيتونات بولية قابلة للاكتشاف، مما يشير إلى أنه من غير المرجح أن تكون الحالة الكيتونية مسؤولة عن النتائج”.
ولكن أعرب دكتور صموئيل كلاين، أستاذ بيولوجيا الخلية وعلم وظائف الأعضاء في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس، غير المشارك في الدراسة، عن مخاوفه بشأن تلبية المشاركين في الدراسة لأهدافهم من الكربوهيدرات، موضحًا أن البيانات “تُظهر أن هناك امتثالًا ضعيفًا للنظام الغذائي”.
الآثار الجانبية
وقال دكتور جيسون نغ، أستاذ مساعد سريري للطب في المركز الطبي بجامعة بيتسبرغ، غير مشارك في الدراسة: “إنه ليس لدينا دليل جيد على الآثار السلبية طويلة المدى. نحن نعلم أن الكثيرين يتبعون حمية أتكينز، ولا نرى أي تقارير حقيقية عن وجود مشاكل”.
وأضاف دكتور كلاين قائلًا: “إنه عندما تقلل من تناول الكربوهيدرات وتزيد من تناول الدهون، “فإنك تميل إلى زيادة كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، وهو ما لم يكن الحال في هذه الدراسة، لكنك تقلل الدهون الثلاثية وتزيد من نسبة الكوليسترول الحميد، وهو أمر جيد”، شارحًا أن احتمالات تشكيل النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات خطورة على الصحة يعتمد بشكل أساسي على الفرد نفسه وحالته الصحية بصفة عامة.