اعتادت إنجلترا على إصابة لاعبيها الأساسيين ما يلقى بظلاله عادة على استعدادها للبطولات الكبرى، لكن حجم الإصابات الضخم هذه المرة يشكل صداعا في رأس المدرب غاريث ساوثغيت قبل انطلاق كأس العالم لكرة القدم في قطر.
وأصيب ديفيد بيكهام في 2002 ووين روني في 2006، وهما في قمة مستواهما قبل اللعب في كأس العالم في ظل رغبة إنجلترا في الوصول لتشكيلتين تضمان الكثير من المواهب لخوض البطولتين، من أجل إنهاء الانتظار الطويل للبلاد لنيل الجائزة الأكبر في عالم كرة القدم.
وتعرض الثنائي لنفس الإصابة، في نفس عظمة القدم، ما يعني أن كل مؤتمر صحفي أثناء فترة الاستعداد للبطولتين كان يدور حول لياقة اللاعب النجم في كل تشكيلة.
وهذه المرة، مع مجموعة أخرى موهوبة من إنجلترا تستعد لإنهاء 56 عاما من الألم، أصبحت الإصابات محور التركيز مرة أخرى لكن التركيز هذه المرة على عدد العناصر الرئيسية وخاصة في خط الدفاع، الذين باتوا عرضة للغياب عن البطولة.
ومنذ وقت ليس ببعيد، دار النقاش حول كيفية اختيار ساوثغيت بين عدد لا يحصى من الخيارات المتاحة له، ومن هو الظهير المميز سيستبعد من تشكيلة الفريق التي ستضم 26 لاعبا.
لكن ساوثغيت بات يفكر بشكل أكثر تواضعا بكثير، وبات تركيزه ينصب على ملء مقاعد الطائرة المتجهة لقطر.
وكان ريس جيمس لاعب تشيلسي قد حجز مكانه على الجانب الأيمن لخماسي خط دفاع إنجلترا، لكنه تعرض لإصابة في الركبة أمام ميلان يوم 11 أكتوبر الماضي، جعلته يغيب لمدة ثمانية أسابيع.
وهذه المدة قد تجعله يغيب عن مباراة إنجلترا الافتتاحية في المجموعة ضد إيران يوم 21 نوفمبر الجاري. لكنه يأمل في تقليل المدة المحددة لعودته.
وقال لصحيفة ذا صن: سأحاول ولن استبعد فرصي، الطاقم الطبي في تشيلسي لم يحدد لي نسبة مئوية لفرصة عودتي قبل كأس العالم. الأمر يتوقف حول مدى شعوري مع اقتراب وقت البطولة ومدى استقرار حالتي.
وخفف مستوى كيران تريبيير لاعب نيوكاسل يونايتد الضربة، مما يعني إمكانية مشاركته مع الفريق، لكن بداية ترينت ألكسندر-أرنولد المتقلبة مع ليفربول لم تترك مجالا كبيرا للمناورة في هذا المركز لمدرب إنجلترا.
وكان في حكم المؤكد أن يبدأ كايل ووكر، الذي يشغل مركزي قلب الدفاع الأيمن والظهير الجناح لبلاده، كأساسي ضد إيران، لكنه تعرض للإصابة ولم يلعب منذ مطلع أكتوبر.
وعلى الجانب الأيسر، فإن بن تشيلويل ظهير تشيلسي، خرج وهو يعرج من مباراة دينامو زغرب يوم الأربعاء الماضي.
ولا تبدُ الأمور أكثر وردية في العمق. فبالنسبة لثلاثي قلب الدفاع، الذي شارك ضد إيطاليا في نهائي بطولة أوروبا 2020 العام الماضي، فإن ووكر تعرض للإصابة وجون ستونز عاد للتو لمانشستر سيتي وخاض ست مباريات فقط منذ البداية في الدوري. أما هاري ماغواير فيشارك نادرا مع مانشستر يونايتد.
وكان ماغواير لاعبا أساسيا طوال فترة ساوثغيت، لكن تم تهميشه في يونايتد، وبدأ ثلاث مباريات فقط في الدوري هذا الموسم. وسواء أكانوا بعيدين عن اللعب أو يتم تأهيلهم بدنيا، فإن العناصر الحالية في خط الدفاع لدى ساوثغيت تبدو هشة.
وأوضح روني لاحقا أن المشاركة في كأس العالم 2006 وهو مصاب واللعب وهو يشعر بالألم كان خطأ.
وتكمن المعضلة الماثلة أمام ساوثغيت في سؤال مفاده…هل سيخاطر بالمدافعين الذي لعبوا معه بشكل جيد في السابق وهم ليسوا جاهزين بنسبة 100 بالمئة أم سيمنح الفرصة لآخرين؟