في خطوة خلفت جدلاً واسعاً في البلاد، قرّر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، اليوم الأحد، تعيين قائد ميليشيا “الأمن” المركزي عماد الطرابلسي وزيراً للداخلية.
وبمقتضى قرار الدبيبة، سيبدأ الطرابلسي الذي يشغل منذ نحو شهر ونصف منصب وكيل وزير الداخلية، مهامه على رأس الوزارة، بدءاً من اليوم وإلى حين إشعار آخر.
أسباب تعيينه
فيما يعتقد البعض، أن هذا التعيين جاء كردّ فعل من الدبيبة على دعم الطرابلسي له في الصراع الدائر بينه وبين رئيس الحكومة المكلف من البرلمان فتحي باشاغا على السلطة.
إذ لعبت ميليشيا “الأمن المركزي” التي يقودها الطرابلسي و تتمركز في جنوب غرب طرابلس، دوراً كبيراً في طرد المليشيات الموالية لمنافسه فتحي باشاغا، أثناء محاولاتها دخول العاصمة لتسليمه السلطة.
لكن البعض الآخر ذهبوا إلى اعتبار هذا التعيين، بمثابة تحرّك من الدبيبة يستهدف تقسيم قوات مدينة الزنتان الموالية لباشاغا بقيادة اللواء أسامة الجويلي، حيث ينحدر الطرابلسي من هذه المدينة. وتشكيل تحالفات جديدة مع قوى الغرب الليبي، بالتالي إضعاف قوّة الجويلي الذي ينحدر كذلك من الزنتان.
تكليف الطرابلسي
“تاريخ أسود وسيرة سيئة”
وفي هذا السياق، اعتبر المستشار السابق للمجلس الأعلى للدولة أشرف الشح، في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”، أن قيام الدبيبة بتعيين الطرابلسي وزيرا للداخلية هو “بداية النهاية لحكومته”.
يذكر أن الطرابلسي الذي شغل سابقاً منصب رئيس المخابرات، يعتبر قيادياً مثيراً للجدل في ليبيا، إذ يتهمه البعض بأن له “تاريخاً أسود وسيرة سيئة”، لاسيما أن تقرير خبراء الأمم المتحدة المعني بليبيا والذي صدر عام 2018، أشار إلى أنّ مليشياته تورطت في تهريب الوقود.
الطرابلسي
كما قاتل سابقاً في صفوف قوات الزنتان ضد قوات فجر ليبيا، وقاد ميليشيا “الصواعق” التي دخلت في مواجهة سنة 2014 مع قوات من مدينة مصراتة.