سيسيه.. غرقت عائلته في “مأساة العبّارة” فبدّل قناعاته – بوابة مشاهير

إسلام جمال3 ديسمبر 2022 مشاهدة
سيسيه.. غرقت عائلته في “مأساة العبّارة” فبدّل قناعاته – بوابة مشاهير

يحمل الهدوء المعتاد الذي يظهر به أليو سيسيه في طيّاته فخرًا لكونه أحد أعظم شخصيات كرة القدم في تاريخ بلاده، وألمًا بسبب مأساة ودّع على إثرها 11 فردًا من عائلته، غيّرت مجرى حياته وقناعاته إلى الأبد ربما، وتركت بشكل جازم جرحًا لن يطيب.

ارتبط اسم أليو سيسيه بكل ماهو استثنائي في كرة القدم السنغالية، بداية من قيادته للجيل التاريخي الذي قهر بطل العالم آنذاك فرنسا ووصل إلى ربع نهائي مونديال 2002 في أول ظهور بالمسابقة العالمية، مرورًا بكونه أول مدرب يجلب كأس أمم إفريقيا للبلاد وحتى صعوده بكوليبالي ورفاقه إلى دور الـ16 من كأس العالم 2022.

ويواجه أليو تحديًا جديدًا حينما يواجه فريقه منتخب إنجلترا في ثمن نهائي المونديال يوم الأحد، واضعًا نصب عينيه التأهل إلى دور الثمانية كلاعب ومدرب.

أسبوع واحد كان كفيلا بتشكيل شخصية سيسيه القيادية ونظرته للأمور، عقب أن تغيّر مسار حياته كلها قبل 20 عامًا من الآن.

في سبتمبر 2002 كان أليو سيسيه يركض على عشب ملعب سانت أندراوس الخاص بفريق برمنغهام سيتي، الذي انتقل إليه عقب نهاية النسخة التاريخية للسنغال في كأس العالم مثل العديد من زملائه الذين لاحت لهم فرص اللعب بالدوري الإنجليزي في أعقاب بطولة كوريا واليابان.

الأمور كانت تسير بشكل أكثر من رائع لأليو، وبعد وقت قصير من الفوز على أستون فيلا بثلاثة أهداف دون رد، غرقت العبارة السنغالية “جولا” قرب سواحل غامبيا، وهي تحمل على متنها 11 شخصًا من عائلته.

أبحرت “جولا” من زيغينشور في جنوب السنغال إلى عاصمتها، حاملةً 2000 شخص تركوا كل شيء خلفهم من أجل فرصة حياة أفضل، لكنهم اصطدموا بواقع أن العبّارة تتسع لـ530 شخصًا فقط وظروف جوية أدّت لغرقهم.

علم سيسيه بالحادث دون نتائجه أو فقدان أحبائه، الخطوط الدولية لم تكن تعمل بشكل مستمر في داكار، حاول أليو يائسًا الوصول إلى أحد من أقاربه ليعرف منه عواقب ما حدث، لكنه تُرك معزولًا في شقته بحيّ ميدلاندز.

تمسّك بالأمل لبعض الوقت قبل أن تأتي المكالمة التي قلبت حياته رأسًا على عقب من أحد أصدقائه، فارقت شقيقة أليو الحياة إلى جانب عمّاتها وأعمامها وأبنائهم في مأساة أودت بحياة 1863 شخصًا.

التحقيقات كشفت أنه لم تكن هناك سترات نجاة أو زوارق إنقاذ، العبّارة لم تكن صالحة للإبحار، وتأخر وصول المساعدات حتى الصباح التالي، صُنّفت هذه المأساة كثاني أكبر كارثة غير عسكرية في التاريخ البحري.

شارك سيسيه البالغ من العمر 26 عامًا حينها، بعد يومين من الكارثة في الخسارة من نيوكاسل بهدفين دون رد، ولم يخبر أحدًا بما حدث، وقبل الفوز على وست هام في الجولة التالية، وصلت إليه الحقائق كاملة هو وناديه، وبمجرد أن انطلقت صافرة نهاية اللقاء، عاد إلى داكار في إجازة حتى أجل غير مسمى.

يقول أليو: بمجرد أن لعبنا المباراة ذهبت مباشرة إلى داكار لرؤية عائلتي التي احتاجتني، لذلك لا يمكن أن أكون ضعيفًا. كانوا بحاجة لوجودي.

وتابع في فيلم وثائقي لـ “بي بي سي”: مأساة جولا ليست شخصية فقط، إنها جماعية، عليك أن تتذكر أنه كان هناك جميع طبقات المجتمع السنغالي على هذا القارب. في الواقع، دُمّرت المنطقة بأسرها.

ويُكمل: كل شخص في مدينة زيغينشور كان لديه فرد أو اثنان أو حتى 10 أفراد من العائلة تُركوا في حطام تلك العبّارة. كان وقتا صعبا للغاية. من المهم أن نتذكرهم، وأن نشيد بهم، وأن نعرف أنهم ليسوا هنا ولكننا مازلنا نفكر فيهم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل