نشر مجمع اللغة العربية عددًا من الكلمات والدلالات التي بات الناس يستعملونها في حياتهم اليومية، وقد درستها لجنة الألفاظ والأساليب، وأضفت عليها المشروعية اللغوية.
من ذلك:
–تجسير: 1-التقريب بين جانبين مختلفين أو متنازعين.
2-الوَصْل بين جانبين متباعدين أو منفصلين. وكان وجه الاعتراض أن المعاجم لم تذكر الفعل جسَّر ولا مصدره. وبيَّن مقدِّم الموضوع: أ.د.حسن الشافعي (عضو المجمع) أن مادة ( ج س ر) تدور حول الشجاعة والجسارة، وعقد الجسر للعبور أو العبور نفسه، والجديد في الاستعمال المعاصر هو إيثار الدلالة المعنوية لكلمة التجسير، فصارت مع الدلالة على الجسر والقنطرة-تُستعمَل بكثرة في ضروب التفاهم السلمي والتواصل الحضاري والفكري، وسائر وسائل العبور المعنوية.
–تَجَلَّبَ الدمُ: يَبِسَ. وكان وجه الاعتراض أن المعاجم ذكرت: جلَب وأجلب، بمعنى: يبس. وكان قد أوضح مقدِّم الموضوع: أ.عبد السلام هارون (رحمه الله) (عضو المجمع) في مذكرته أنه قد جاء في كتاب “البيان والتبيين 1: 376” في تفسير الجاحظ لقول الحجاج: “لأقلعنَّك قلْع الصَّمْغَة “ما يلي: “لأن الصمغة اليابسة إذا قُرِفَت عن الشجرة انقلعت انقلاع الجُلْبَة. والأرض لا تَنْشَف الدمَ المسفوحَ ولا تمصُّه، فمتى جفَّ الدم وتجلَّب لم تره أخذ من الأرض شيئًا”؛ وعلى هذا يضاف إلى المعاجم لفظ “تجلَّب الدم” بمعنى يبس.
–تَجْليس: 1-إقدار الطفل على الجلوس.
2-تنصيب البابا. وكان وجه الاعتراض من قبل هو عدم وروده في المعاجم العربية بهذا المعنى. وكان قد أوضح مقدِّم الموضوع: أ.د.إبراهيم ضوَّة (رحمه الله) (خبير لجنة الألفاظ والأساليب) أن اللفظ “تجليس” مصوغٌ على وزن “تفعيل” من الجذر (ج ل س) للدلالة على إقدار الشخص على الجلوس وتعويده عليه وبخاصة الطفل، ولإفادة تنصيب شخص تنصيبًا يُتيح له أن يجلس على كرسيّ المنصب، وهو معنى مأخوذ من معاني الجذر؛ وعلى هذا يكون استعمال المعاصرين للفظ “تجليس” موافقًا لقياس العربية، وجائز الاستعمال، ومقبولًا.
–التَّجييل وما يُؤخذ منه: تصنيف الأشخاص والأشياء ونسبتها إلى جيل بعينه. وكان وجه الاعتراض من قبل هو عدم وروده في المعاجم العربية. وكان قد أوضح مقدِّم الموضوع: أ.د. إبراهيم ضوَّة (رحمه الله) (خبير لجنة الألفاظ والأساليب) أن لفظ “التجييل” متداول في المؤلفات العلمية والمقالات الصحفية والأنشطة الثقافية الإعلامية. وهو مبنيّ على وزن صرفي معروف، ويقع في استعمالات لغوية فصيحة وصحيحة تركيبيًّا؛ لذا لا مانع من قبوله، وكذلك ما يُؤخذ منه، مثل “جَيَّلَ”، و”مُجَيِّل”، و”مَجَيَّل”. مقدِّم الموضوع: أ.د.إبراهيم ضوَّة (رحمه الله) (خبير لجنة الألفاظ والأساليب).
–تحاذَقَ: أظهر مهارة في العمل أو تكلَّف الحَذْقَ وتظاهر به. وكان وجه الاعتراض من قبل دم ورود هذا الفعل في المعاجم. وبيَّن مقدِّم الموضوع: أ.د.محمد حسن عبدالعزيز (عضو المجمع) أن الفعل “تحاذق” محدث جاء من جذر عربي موجود، وقد سنَّ المجمع سُنَّة كريمة حين أتاح صياغة كلمة جديدة لم ترد في المعاجم؛ ومن ثم فلا مانع من إجازة استعمال الفعل “تحاذق” وتسجيله في معاجم المجمع، إضافة إلى إجازة ما يُشتق منه كالتحاذق والمتحاذق.
وتمر مراحل إجازة الألفاظ إلى متن اللغة الفصحى، قال المجمع في توضيح سابق في الغالب من خلال لجنة الألفاظ والأساليب؛ حيث تتقدم اللجنة بمذكرة للعرض على اللجنة، وبعد نقاش مستفيض، يتم إقرار اللفظ في اللجنة، ثم بعد ذلك تُعرض على مجلس المجمع، ليأخذ أيضًا دورته من النقاش والتعديل، (أو الرفض أحيانًا).
ولو أقره المجلس يتم عرضه على المؤتمر السنوى للمجمع الذى يضم أعضاء مصريين وغير مصريين؛ وعند إقراره يكون اللفظ قد اكتسب المشروعية اللغوية التي تمكِّنه من الإدراج في معاجم المجمع.
المصدر : اليوم السابع