[ad_1]

هذه النصوص التي كتبها حكماء الهندوسية منذ آلاف السنين بذلك الأسلوب البسيط كان لها تأثير واضح على كبار فلاسفة الإغريق كأرسطو وأفلاطون، إلى أبي مدرسة الإسكندرية أفلوطين المصري. كما كان لها تأثيرها المباشر على بعض فلاسفة العصر الحديث، ناهيك عن الدور الذي لعبته هذه النصوص في تغيير مجرى حياة بعض شعراء الرومانسية الأوروبيين، عند ظهور ترجماتها إلى اللغات الغربية. يقول “شوبنهاور”: (إن ترجمة الأوبانيشاد الى اللاتينية سنة 1818 هو أكبر إنجاز لهذا القرن مقارنة بكل القرون الماضية. الأوبانيشاد هم عزائي في الحياة وسيكونون كذلك في لحظة موتي).
والترجمة الحرفية لـ”الأوبانيشاد” هي أن تجلس عن قُرب في خشوع، وهذا يعني التلميذ الذي يجلس بكل احترام أمام معلمه ليتلقى منه العلم. كما تعني أيضًا “المذهب السرّي” وتعني كذلك “علوم عن البراهمن” وهو العلم الذي يكسر قيود الجهل ويقود إلى الحرية السامية.
ولا أحد يعرف كم كان عدد الحكماء الذين كتبوا الأوبانيشاد، فالمثبت حاليًا مائة وثمانية، بعضهم كتب بضعة مئات من الكلمات، وآخرون كتبوا عدة آلاف، البعض كتب على شكل قصائد وآخرون كتبوا على شكل نثر، ومنهم من مزج الشعر بالنثر. ومحتوى النصوص يختلف حتى في نفس الكتاب، حيث إننا نجد في بعض الأماكن حوارات وحكايات بسيطة جدًا، وفي أماكن أخرى نجد نصوصًا نظرية فلسفية. لكن إجمالاً فإن أسلوب الأوبانيشاد أنهم ينقلون الإنسان من موضوع جدي يبحث في كل ما هو باطني مباشرة، إلى حكاية صغيرة سهلة الفهم، ويقال إنهم يقومون بذلك عمداً للتعليم بأسلوب مبسط حتى لا يقلق التلميذ.
وللهندوس عقائد تصوِّر دورة حياة الإنسان، حيث يرون أن روح الإنسان خلقت من الإله ثم ركبت في هذا الجسد الفاني، وأن المُحسن عندما يموت، يموت جسده وتبقى روحه باقية لا تموت، لأنها جزء من الإله فتُجازى بأن توضع في جسد صالح وهو ما يعرف بتناسخ الأرواح أو انتقالها، بينما جزاء المُسيء أن توضع روحه في جسد شقي تشقى به. ويعتقد الهندوس أن أرواحهم إذا كانت طيبة ستتحد بإله يدعونه “براهما” ولكن هذا لن يحصل وفقا لمعتقداتهم إلا إذا تخلصت النفس من شرورها ونزعاتها وشهواتها ورغباتها، وهو ما يسمونه مرحلة الانطلاق.
[ad_2]
المصدر : اليوم السابع