فيما يذهب الزميل الإعلامي الدكتور خالد خضري، إلى أنه لا يمكن تهذيب أي ناشط عبر السوشال ميديا في أي مجال، إلا بقانون يجرّم بعض السلوكيات أو الانتهاكات أو التجاوزات، ويرى أن هيئة الإعلام – المرئي والمسموع – يقومون بجهود جيدة لتقنين نشاط المحتوى المنشور عبر السوشال ميديا والمنصات عموما، ويؤكد أن النظام هو القادر على تهذيب المحتوى، كون الناشطون على السوشل ميديا من الصعب الحد من تجاوزاتهم ؛ أو تهذيب أو تقنين ما يقدمون لأنهم أمام فضاء مفتوح، حر يسمح لكل من أراد تقديم ما لديه، ودعا خضري وزارة الثقافة إلى الإسهام في وضع معايير، ترتبط بأخلاقيات المهن التي يمكن لها أن تفرض على المشاهير ويترتب عليها جزاءات صارمة لمن يتجاوز هذه المعايير، وتطلّع لتعاون الجهات المعنية، وحكومات الدول للحد من هذا المد المخيف الذي يتفشى عبر السوشل ميديا دون أي اعتبار للقيم أو للأخلاق الاجتماعية أو المهنية.
فيما عدّ الشاعر حاتم الجديبا الشهرة هي نعمة للمشهور، فمنهم -أي من المشاهير من الجنسين- من يوظِّف شهرته توظيفًا حسناً ويستخدمها استخدامًا نافعًا في إشهار وترويج النافع المفيد، ومنهم من يسيء استخدامها ويعبث بها عبثًا مقيتًا، فتجد الاستعراض الشكلي حينًا، وتجد الترويج لسلعة غير مستحقة حينًا، وأبدى تحفظاً على تطاول البعض ورفضه جرأتهم؛ بالعبث في كثير من القيم الاجتماعية والمالية وخلخلتها.
وذهب إلى أن خطورة الشهرة تكمن في اتخاذ -بعض المراهقين والمراهقات- المشاهير؛ رؤساء وقدوات، فيُضِلِّونَ ويُضَلُّونَ. ويرى أن (المال) هاجس الكثير من المشاهير، والمال فقط، الذي يجعلهم يفعلون أيَّ شيء ولو كان باطلاً ومشيناً، وهذه هي الطامة التي تجعل بعض الناس تقلدهم تقليداً أعمى. ودعا الجديبا لوقفة وتهذيب، عن طريق مزاحمة محتواهم بالمحتويات النافعة والمفيدة، ونشر التوعية المكثفة الاجتماعية، وتعميم السلوكيات الجيدة، ونبذ التقليد الأعمى لهم، وسَنِّ القوانين الرادعة لتصرفاتهم البغيضة.
استشاري نفسي: «بدون الغايات الهادفة تغدو هوساً»
أكد الاستشاري النفسي الدكتور سلطان مشرف أن تاريخ المشاهير عبر الحضارة الإنسانية؛ خلّد صنفين من الناس؛ صنف يحتذى به، وصنف تؤخذ العبرة منه، بناءً على ما قدموه في مسيرة حياتهم من خير أو شر، ويرى أن السعي المحموم لنيل الشهرة في عصرنا واكبه دعم كبير من وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال سهولة الوصول إلى جميع شرائح المجتمع، وقال مشرف؛ بغض النظر عن الدافع وراء السعي إلى الشهرة سواءً كان تلبيةً للحاجة إلى تحقيق الذات أو لإشباع غريزة لفت الانتباه أو لتحقيق هدف مادي أو معنوي إلا أن من امتلك هذه النعمة – النقمة هو من سيوجهها بناءً على محتواه وأهدافه وطريقة إدارته لها، ودعا لمزيد الوعي والتثقيف لتوظيف الشهرة بصورة إيجابية لخدمة المجتمع بنشر محتوى مفيد راق يراعي الضوابط الدينية والاجتماعية أياً كانت الشريحة المستهدفة، ولفت إلى أن
الشهرة إن لم تكن مدروسة ولها أهداف سامية محددة الغايات؛ ستصبح مجرد (هوس).