قال دوغ باندو، المستشار الخاص للرئيس الأمريكي الأسبق، رونالد ريغان، وزميل معهد “كاتو”، بأن أوكرانيا لا تستحق خوض حرب نووية من أجلها.
جاء ذلك من خلال مقال نشرته صحيفة “المحافظ الأمريكي” The American Conservative، عرض فيه الكاتب كيف أن أصدقاء كييف “المفترضين” يعرضون خيار “نهاية العالم”، في إشارة إلى ما اقترحه وزير الدفاع والشؤون الخارجية السابق لبولندا، رادوسلاف سيكورسكي، بتزويد كييف بالأسلحة النووية، نظرا لما يزعمه من أن “روسيا انتهكت مذكرة بودابست”، وعليه فـ “من حق الغرب منح أوكرانيا رؤوسا نووية”.
وتابع الكاتب أن أوكرانيا تطالب بالمزيد والمزيد من الأسلحة، إلا أن شحنات الأسلحة تصبح عرضة للهجوم الروسي، وتتطلب تدريبات، بعضها معقد وطويل. علاوة على ذلك، فبينما تكبدت القوات الروسية “خسائر فادحة” في البداية، على حد تعبيره، إلا أن الهجوم المدفعي الروسي يكلف أوكرانيا بعضا من أفضل قوات أوكرانيا تدريبا، وقدرة كييف على الاستمرار في صد هجمات موسكو غير مؤكدة.
وقال باندو إن كييف ربما لم تكن لترغب الآن في أن تكون قد سلمت ترسانتها النووية الموروثة، إلا أنها تفتقر السيطرة التشغيلية على الأسلحة. وقد فاتت فرصة أوكرانيا منذ زمن بعيد، ولم يقترح أحد نقل الأسلحة النووية إلى كييف في الفترة التي سبقت الهجوم الروسي، والذي ربما كان سيؤدي إلى تفاقم الأزمة وتسريع غزو موسكو. لذلك فالقيام بهذا اليوم، مع اندلاع الحرب فعليا، من شأنه أن يحول الصراع الرهيب إلى كارثة حقيقية.
وتابع الكاتب أن الأسلحة النووية ربما تكون قد ساهمت في منع نشوب صراع تقليدي واسع النطاق بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة، إلا أن اندلاع الحرب بينهما، مع امتلاك أسلحة نووية كان سيزيد بشكل كبير من خطر الحرب، حيث كان من الممكن إغراء الطرف الخاسر باستخدام الأسلحة النووية لإصلاح التوازن. وخلال تلك الحرب هددت واشنطن، التي كانت تمتلك جيشا أصغر، بالرد على غزو أوروبا الغربية بأسلحة نووية، أما الآن فقد انعكس الوضع بين الولايات المتحدة وروسيا.
وكان رئيس مجلس “الدوما” الروسي، فياتشسلاف فولودين، قد حذر أن “سيكورسكي يثير صراعا نوويا في وسط أوروبا. هو لا يفكر في مستقبل أي من أوكرانيا أو بولندا، فإذا تم تنفيذ مقترحاته، فستختفي هذه الدول، وكذلك أوروبا”.
وقال باندو إنه “حتى الحكومة البولندية التي تنافس دول البلطيق في استعدادها لإرسال نظرائها في “الناتو” إلى الحرب، لم تؤيد اقتراح سيكورسكي. لكن حقيقة أن شخصية سياسية كانت ذات يوم جادة ستدافع عن تحويل الصراع المستمر إلى مواجهة نووية توضح مدى خطورة هذا الصراع.
وأشار باندو إلى أن محاولات الحلفاء لجعل أوكرانيا هي المنتصرة في الحرب، والتي يدعو إليها بشكل متزايد أنصار أوكرانيا في مجتمع السياسة الخارجية الأمريكية، تهدد بإطلاق التصعيد الروسي.
وشدد المستشار الخاص لريغان على أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لا يستطيع أن يخسر، ولديه الوسائل لتجنب ذلك، بما في ذلك القدرة على التعبئة العامة للجيش، أو استخدام أسلحة الدمار الشامل، كيميائية أو نووية أو كليهما، بينما لا تملك الولايات المتحدة الأمريكية أي شيء على المحك يستدعي المخاطرة. في واقع الأمر فكل من السيناتور، ميت رومني، وإيفلين فاركاس، من معهد ماكين، يمكنهم أن يقدموا على ذلك، حتى لو استخدمت روسيا الأسلحة النووية ضد أي دولة أخرى، وهو موقف غير مسؤول إلى حد كبير، من شانه أن يخاطر بمستقبل الولايات المتحدة.
ويتابع باندو: “إن الدعم الشعبي لأوكرانيا مفهوم. ومع ذلك، لا ينبغي أن يأتي ذلك على حساب أمن الولايات المتحدة الأمريكية. ولا بد أن تكون الأولوية القصوى لإدارة بايدن هي سلامة الولايات المتحدة وشعبها وأرضها وحرياتها وازدهارها. وهو ما يعطي أهمية لمحاولة إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية بسرعة. وكلما طال أمدها، كلما زاد الضرر اللاحق بأوكرانيا، والتهديد لأوروبا، والخطر على الولايات المتحدة”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news