بعد ساعات من إحالة أوراقه إلى المفتي تمهيداً لإعدامه، كشفت النيابة العامة المصرية تفاصيل جديدة في قضية مقتل نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة، التي ذبحت على يد زميلها محمد عادل.
فقد كشفت أن “العلاقة التي جمعت عادل بنيرة لم تتعد الزمالة، لكن المتهم عاش علاقة زائفة نسجها في خياله”.
قبل عام ونصف
وقال رئيس النيابة خلال المرافعة أمام القضاء إن المتهم اعترف بالتخطيط لقتل الفتاة قبل عام ونصف، وأرسل رسالة نصية قبل 3 أشهر على هاتفها الجوال يهددها فيها بالذبح، وأنه لن يترك في جسدها جزءا سليما،
كما اعتبر أنه اختار إرهابها وقتلها معنويا قبل أن ينفذ جريمته، مضيفاً أن المتهم تتبع نيرة 3 مرات لتنفيذ جريمته وفشل في مرتين، لكنه نجح في الثالثة.
“والله لأذبحنك”
كما كشفت النيابة أن عادل أقر أنه كان ينتظر بفارغ الصبر حتى يصل المنصورة لتنفيذ جريمته، واعترف بالترصد لقتل الفتاة.
وقال لها لحظة قتلها “والله لأذبحنك حتى لا تكوني لغيري”، وطعنها 19 طعنة قبل أن يذبحها من رقبتها، مضيفة أن الأدلة ثابتة على المتهم، ومنها فيديوهات كاميرات المراقبة التي وثقت الجريمة وملاحقته للفتاة حتى قتلها ذبحا.
بداية القصة
إلى ذلك، قالت النيابة إن القصة بدأت عام 2020 حين التحق طلاب المرحلة الثانوية بالجامعة، فانضم بعضهم لكلية الآداب في جامعة المنصورة، وسعى طلاب من الفرقة الأولى لعمل أبحاث دراسية وجمع المواد العلمية.
وهنا ظهر شاب من بينهم لتولي تنسيق الأمر، والتواصل مع الزملاء بالجامعة، وكان هذا الشاب هو المتهم محمد عادل محمد إسماعيل.
لكن في لأحد الأيام رأى نيرة بالكلية مع صديقاتها وزميلاتها، فافتتن بها واعتقد أنها فتاة أحلامه التي يتمناها، بينما لم تكن الشابة وقتها قد تعاملت معه في جمع الأبحاث، لكن بعد ذلك حدث التعامل، فظن بذلك السبيل الأسرع للتقرب منها والتودد إليها. وتابعت أن المتهم بدأ بنفسه إعداد الأبحاث لها، دون طلب منها، واقتصرت علاقتهما عند حد الزمالة.
كما أكدت أن نيرة تعاملت معه بحسن النية المعهودة بين الزملاء، وتبادلت معه الكلمات المحدودة بمناسبة الدراسة. وأضافت أن “المتهم اعتقد أنها تبادله الشعور بالإعجاب.
وأوضح ممثل النيابة العامة، أن المتهم استمر على ذلك الحال لسنوات، والمجني عليها تندهش لأفعاله، وتتساءل ما الذي صدر منها حتى يعتقد بوجود علاقة بينهما.
فتاة حسنة السمعة
في المقابل، أكدت النيابة أن نيرة كانت طالبة تتمتع بالطموح، والثقة بالنفس والاعتماد على الذات والإقبال على الحياة. فاعتمدت على حالها، وعملت مع إحدى الشركات بالقاهرة بالتزامن مع دراستها، لتستطيع الإنفاق على نفسها وتحمل أعبائها دون مساعدة أهلها.
كما أضافت أن الفتاة أصبحت تتنقل بين مكان عملها بمحافظة القاهرة، ومكان إقامتها ودراستها بمدينة المنصورة، وتعددت علاقاتها بطبيعة عملها، فتعاملت مع الكثيرين دون شبهة تسوءها، على خلاف ما يدعي المتهم.
يذكر أن الجريمة التي وقعت قبل أيام في المنصورة شكلت صدمة في الشارع المصري لفظاعتها، بعد أن طعن عادل نيرة أمام الجامعة وعلى الملأ، ثم هم إلى نحرها.
كما دفعت ملايين المصريين إلى مشاهدة وقائع جلسة المحاكمة التي سمح للإعلام بتصويرها في حالة نادرة في مثل تلك القضايا بمصر.