صراع محموم بين الهلال والاتحاد على صدارة الدوري السعودي
بعد مُضي الثلث الأول من منافسات الدوري السعودي للمحترفين، باتت ملامح الصراع على الصدارة واضحة إلى حد بعيد، حيث يمضي حامل اللقب الهلال بخطى ثابتة، وينافسه الاتحاد الباحث عن استعادة اللقب، ويواصل تضييق الخناق عليه، في وقت لم يرمِ النصر ورقة الاستسلام مبكراً، ومن خلفه الشباب أيضاً.
ورسمت الجولة العاشرة تصوراً أولياً لشكل وملامح الفرق في النسخة الحالية من الدوري السعودي للمحترفين، رغم أن الأمور لا تزال مبكرة، لكن الأبرز والثابت هو تنافس الهلال والاتحاد على الصدارة، في ظل فارق النقطة بينهما لصالح الأزرق العاصمي، أما النصر فقد أبقى على الآمال بعد انتصاره على الرياض، واستمرار فارق النقاط الست بينه وبين الهلال، وصعد الشباب للمنافسة كذلك مجدداً مبتعداً بفارق 7 نقاط عن المتصدر.
«شبح الإصابات يطل بوجهه المخيف»
أطلت الإصابات بوجهها المخيف بقوة في الجولة العاشرة، وأطاحت بكثير من اللاعبين، وكان المنتخب السعودي الخاسر الأكبر منها، وذلك بعد أن افتقد 3 أسماء كانت حاضرة في القائمة المعلنة، قبل أن يقرر الفرنسي إيرفي رينارد استبعادهم واستدعاء بدلاء لهم.
وودّع سالم الدوسري قائد فريق الهلال الملعب في مباراة الاتفاق، بعد إصابة قوية تعرض لها، وسارع لأخذ أشعة على موضع إصابته، قبل أن يتبين إصابته في مفصل القدم، ليقرر المدرب رينارد استبعاده من قائمة الأخضر لعدم تمكنه من المشاركة.
ويعدّ الدوسري عنصراً مؤثراً في المنتخب السعودي وأحد أسلحته القوية، خاصة في مباريات أستراليا، فهو الهداف التاريخي للأخضر في المواجهات المباشرة بين المنتخبين بـ3 أهداف، وفي ذات المواجهة التي جمعت بين الهلال وضيفه الاتفاق، تعرض عبد الإله المالكي لاعب الاتفاق لإصابة ساهمت كذلك باستبعاده من معسكر الأخضر، وقرر معها المدرب استدعاء اللاعب الشاب محمد القحطاني.
وفي مدينة سكاكا بالجوف، ودّع عبد الإله العمري لاعب الاتحاد مباراة فريقه أمام العروبة، مع نهاية الشوط الأول بعد إصابة عضلية، ليقرر المدرب رينارد استبعاده واستدعاء عون السلولي بديلاً عنه.
وأبدى الفرنسي لوران بلان، مدرب الاتحاد، تعاطفه مع لاعبه العمري بعد الإصابة التي تعرض لها، وقال: «أمر مقلق للاعب أن يتعرض للإصابة بعد اختياره للمنتخب السعودي، لكن الإصابة عضلية، والمهم الاستشفاء والراحة، لدينا بعد التوقف 3 مباريات مهمة». ولم تتوقف الإصابات عند هذا الحد، بل كان ريان حامد لاعب الأهلي أحد ضحايا الجولة العاشرة، بعد أن ودّع مباراة فريقه أمام الرائد مع الشوط الأول، عقب إصابة قوية تعرض لها ولم يتمكن معها من إكمال اللقاء، وذات الأمر لمهاجم الرياض محمد كوناتي، الذي غادر مباراة فريقه أمام النصر مع الدقيقة 15 بسبب الإصابة.
وكذلك تعرض المدافع المغربي أيوب قاسمي لاعب الرائد لإصابة في مباراة الأهلي، غادر معها الملعب ولم يكمل المواجهة بداية الشوط الثاني، وذات الحال مع أشرف المهديوي قائد التعاون، الذي غادر هو الآخر مباراة فريقه أمام الأخدود في بداية الشوط الثاني، بعد إصابة تعرض لها.
«الجدل التحكيمي يتزايد»
قد يبدو معتاداً أن نشاهد انتقادات تجاه الحكام من فرق خسرت مبارياتها، لكن أن يحدث ذلك من البرتغالي خورخي خيسوس مدرب الهلال، الذي يمضي بمسيرة مثالية من الانتصارات ولم يتعرض للخسارة بعد، فهو بالتأكيد أمر مثير للتساؤلات.
لقد شهدت الجولة العاشرة انتقادات متزايدة من مدربي الأندية ومسؤوليها تجاه الحكام، كان الأبرز من بينهم خيسوس مدرب الهلال، الذي علق بعد نهاية مباراة الاتفاق بأن التدخل ضد سالم الدوسري كان يستحق بطاقة حمراء، مشيراً: «هناك قرارات فيها شك تحتسب بسهولة للفرق التي تنافسنا، أما نحن فلا، كانت لنا ضربة جزاء في مباراة النصر، واليوم توجب طرد لاعب الاتفاق، كما أن هناك شكاً في قرار الحكم باحتساب ضربة جزاء على جواو كانسيلو».
لكن الإنجليزي ستيفن جيرارد، مدرب الاتفاق، أبدى هو الآخر انتقاده للتحكيم، وقال: «لست سعيداً بالنتيجة، لكني فخور بالأداء الذي قدّمه اللاعبون، رغم قسوة قرارات الحكم، خاصة هدفي الهلال الأول والثالث».
العروبة بدوره انتقد حكم المباراة أمام الاتحاد، وكانت البداية مع البرتغالي باتشيكو مدرب الفريق، الذي قال: «أصبح من السهل أن يحتسب الحكم ضربة جزاء ضد فريقنا»، وذلك في إشارة إلى ركلة الجزاء التي احتسبها حكم المباراة لصالح فريق الاتحاد، قبل أن تستمر انتقادات التحكيم من جانب العروبة، إذ كشف عبد العزيز الرويلي نائب رئيس نادي العروبة بعد المباراة: «ركلة الجزاء المحتسبة ليست صحيحة، ومن المستحيل أي يقرر أي حكم احتسابها، نحن نعاني كل مباراة».
كما وصف الجزائري نور الدين زكري، مدرب فريق الخلود، أن ركلة الجزاء المحتسبة للشباب «خيالية»، وأضاف أن فريقه «خرج من المباراة» بعد هذه اللحظة، ما جعل من الصعب العودة أو تحقيق نتيجة إيجابية. «صيام رونالدو التهديفي يثير تساؤلات»
رغم الإشادة التي حصل عليها النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو قائد النصر من الإيطالي ستيفانو بيولي مدرب الفريق بعد مواجهة الرياض، فإن أيقونة ريال مدريد السابق بدا منزعجاً من شيء ما، وغادر ملعب المباراة سريعاً بعد صافرة الحكم ولم يتجه لمشاركة زملائه في الاحتفالية المعتادة دائماً.
وغاب نجم النصر عن التهديف للمباراة الثالثة على التوالي، مكتفياً بالأهداف الستة التي سجّلها حتى الآن في الدوري السعودي للمحترفين، وتراجع ترتيبه في قائمة الهدافين، التي يتصدرها النجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش مهاجم فريق الهلال برصيد 11 هدفاً.
صحيفة «ماركا» الإسبانية انتقدت أداء «الدون» أمام الرياض، كاتبة: «إذا بقي أداء رونالدو بهذه الطريقة فسيكون من الصعب الوصول إلى الهدف الـ1000».
وتابعت: «لم يكن لدى رونالدو سوى فرصة واحدة واضحة للغاية».
«نذير خطر يلوح أمام الفتح والوحدة والفيحاء»
تبدو ملامح الموسم العصيب على فريق الفتح في أوضح صورة، وكانت بوادره ظاهرة منذ رحيل المدرب السابق سلافن بيليتش قبل أيام قليلة من بداية الدوري، واكتفى الفريق الذي عانق المجد وحقّق لقب الدوري للمرة الأولى في تاريخه بانتصار وحيد في النسخة الحالية، كانت أمام الأهلي، عدا ذلك فقد خسر 7 مباريات، وتعادل في لقاءين، واستمر في المركز الأخير، وسط مؤشرات تنذر بخطر هبوط قد يطيح بالفتح بعد سنوات من حضوره بين الكبار.
وفي الوحدة كذلك، لا تبدو الأمور جيدة، بعد أن واصل الفريق المكي تراجعه في لائحة الترتيب حيث يحضر في المركز قبل الأخير، وسجّل الوحدة انتصاراً وحيداً و3 تعادلات مقابل خسارته في 6 مباريات.
الفيحاء بدوره لا يبدو بعيداً عن الفتح والوحدة، إذ انتصر في مباراة وحيدة أمام الرياض، لكنه خسر 5 مباريات وتعادل في 4 ويملك 7 نقاط فقط.
المصدر : وكالات