بعدما انتزع الميدالية الذهبية في بطولة العالم لـ«الجوجيتسو»، للمرة الخامسة على التوالي، يتطلع محمد آل مخلص، لاعب ومدرب القادسية، لصناعة أبطال سعوديين في اللعبة، وذلك بموازاة النقلة النوعية التي تعيشها الرياضة السعودية في مختلف الألعاب.
وتوج آل مخلص بالمركز الأول في بطولة العالم التي جرت منافساتها، في اليونان، ونجح في الحفاظ على لقبه العالمي دون أي تعثر.
ويعد لاعب القادسية بطلاً حقيقياً لقصة ملهمة تداولها الشارع الرياضي على نطاق واسع، بدأت بمعاناة ابنه فهد من مشكلات في الرئة، تتطلب رعاية صحية متطورة، وعملية زراعة الرئة.
ورغم الصعوبات التي كان يعيشها، فإنه «وكّل أمره لله تعالى، وكان يرى النور في نهاية النفق المظلم».
ورافقه في الرحلة العلاجية بأحد المستشفيات المتخصصة في الولايات المتحدة الأميركية في عام 2019، وخلال الجلسات والمواعيد الطبية والعلاجية، شاهد بالصدفة أحد الأندية القريبة من المستشفى، لممارسة رياضة «الجوجيتسو»، ومن هنا، بدأ مشوار التحدي، متصوراً أن عليّه القتال كما يقاتل ابنه المرض من أجل البقاء.
تحدث محمد عن مشاركاته، قائلاً: «شاركت في العديد من البطولات المحلية والدولية، منها بطولات آسيا وأوروبا، والعالم، ونجحت بفضل الله بتحقيق انتصارات في كل منها، لكن بطولة العالم كانت الأكثر تحدياً وصعوبة، وكانت بمثابة اختبار حقيقي لقدراتي وتحضيري».
وتابع: «كانت رحلتي العالمية نحو الذهب طويلة وشاقة، تخللتها تدريبات مكثفة وإصرار دائم، دعمتني أسرتي ومدربي بشكل كبير، كما أنّ قوة الصبر والعزيمة لعبت دوراً محورياً في الوصول إلى هذه النتيجة، تعلمت من كل تحدٍ واجهته على البساط وخارجه، ومع كل مباراة كنت أزداد إصراراً على تحقيق الحلم».
وأشار آل مخلص إلى أن كل بطولة شارك فيها تحمل ذكريات مميزة، لكن تظل بطولة العالم الأخيرة في ذاكرته بشكل خاص، خصوصاً لحظة استلام الميدالية، «شعور الانتصار كان مذهلاً»، وكان تكريم وطنه له في تلك اللحظة أعظم مكافأة.
كما أنه لم ينس دعم الجمهور السعودي الذي منحه قوة إضافية ودافعاً هائلاً، وكذلك الدعم والوقفة العظيمة لنادي القادسية الذي احتفى به لحظة وصوله من اليونان بحضور ومشاركة أهله وأبنائه وزملائه في فريق «الجوجيتسو» بالنادي.
وأكد آل مخلص أن النجاح في عالم الرياضة لا يقتصر على الموهبة، فالصبر والتحدي والقدرة على تحمل الضغوط كلها عوامل مهمة من أجل الوصول للذهب، كما كان العهد الذي تعاهد به مع ابنه فهد بعدم الاستسلام المحرك الحقيقي من أجل تجاوز كل الصعوبات، نحو الاستمرار والمنافسة لتحقيق الذهب.
واختتم حديثه بأبرز مخططاته المستقبلية: «بعد مضي نحو عام على توقيع عقد احترافي مع نادي القادسية كمدرب ولاعب في الوقت نفسه، لديّ هدفان رئيسيان هما تحقيق البطولات وتطوير مهاراتي في رياضة الجوجيتسو، وأسعى للإسهام في تخريج أبطال سعوديين متميزين، ما يمنحني فرصة التطور على المستوى الشخصي والإسهام في رفعة الرياضة في المملكة، ورسالتي لكل من يرغب في ممارسة رياضة الجوجيتسو هي أن يبادر بشجاعة وثقة، هذه الرياضة تتطلب التزاماً وجهداً، ولكنها تمنحك قوة وثقة بالنفس لا مثيل لها. نصيحتي هي أن تبدأ، تتحلى بالصبر، وتدرك أن الطريق نحو النجاح مليء بالتحديات، لكن كل خطوة فيها تستحق العناء».
المصدر : وكالات