في عمل سينمائي جريء ومؤثر، يسلط فيلم «ملفات بيبي» للمخرجة ألكسيس بلوم الضوء على واحدة من أكثر القضايا جدلاً في السياسة الإسرائيلية، حيث يربط بين فضائح الفساد التي تطارد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واستراتيجياته للبقاء في السلطة، حتى لو كان الثمن استمرار الحرب في غزة. وفقاً لموقع «فاريتي».
الفيلم الوثائقي يُبنى على تسجيلات مسربة لاستجوابات الشرطة لنتنياهو، ويصوره زعيماً مستبداً يسعى بكل الطرق لحماية نفسه من الملاحقات القانونية. وتبرز الرواية الأساسية للفيلم أن تحالف نتنياهو مع اليمين المتطرف لم يكن مجرد خطوة سياسية عابرة، بل هو جزء من خطة أوسع للهروب من الاتهامات بالرشوة والاحتيال التي وجهت إليه منذ عام 2019.
سياسة الحرب للهروب من العدالة
يجادل الفيلم بأن الحرب في غزة تحولت إلى أداة لنتنياهو، حيث استخدمها غطاء للاستمرار في منصبه والهروب من احتمال الإطاحة به أو سجنه. يبرز العمل كيف أن خوف نتنياهو من فقدان السلطة دفعه إلى تمزيق النسيج الاجتماعي الإسرائيلي والتحالف مع شخصيات مثيرة للجدل مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، ما أدى إلى تشكيل حكومة هي الأكثر يمينية في تاريخ البلاد.
فساد بمظهر «فاخر»
في سياق فضائح الفساد، تبدو الاتهامات الموجهة إلى نتنياهو، مثل تلقي هدايا فاخرة من السيجار والشمبانيا إلى المجوهرات، بسيطة مقارنة بفضائح كبرى شهدها العالم مثل «ووترغيت» لنيكسون أو قضايا ترمب. لكن الفيلم يُظهر كيف أن هذه السلوكيات تُعتبر صادمة في سياق إسرائيل، التي لا تزال تحتفظ بجذور اشتراكية عميقة من تراث الكيبوتس.
وثيقة حية للاستجواب والتلاعب
يتميز الفيلم باستخدام تسجيلات رقمية نادرة من استجوابات الشرطة لنتنياهو، حيث يظهر في مكتبه البسيط، إما مُنكراً التهم أو مهاجماً المحققين بأسلوب استعراضي. هذه المشاهد تضيف بعداً درامياً يعزز الحجة بأن نتنياهو لا يتردد في التلاعب بكل الأدوات المتاحة للبقاء في المشهد السياسي.
يعكس الفيلم كيف أن نتنياهو أعاد تشكيل إسرائيل على صورته، مع كل التبعات التي تحملها هذه السياسات داخلياً وخارجياً.
المصدر : وكالات