لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟ – مشاهير

إسلام جمال10 ديسمبر 20244 مشاهدة
لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟ – مشاهير


رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي يُعدّها نُقاد تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد عادة في دور العرض، ولا تستطيع المنافسة في شباك التذاكر عند طرحها للجمهور.

أحدث هذه التجارب فيلم «الفستان الأبيض» لياسمين رئيس وأسماء جلال، الذي عُرض في النسخة الماضية من مهرجان «الجونة السينمائي» ويُعرض ضمن فعاليات «مهرجان البحر الأحمر السينمائي». وطُرح في دور العرض السينمائية الشهر الماضي، لكنه لم يستمر أكثر من 3 أسابيع في الصالات، محققاً إيرادات تجاوزت 1.5 مليون جنيه (الدولار يعادل 50.45 جنيه في البنوك).

الأمر نفسه تكرر مع فيلم «آل شنب»، الذي عُرض العام الماضي في مهرجان «الجونة السينمائي»، وحقّق إيرادات أقل من 4 ملايين جنيه عند طرحه في الصالات السينمائية الشهر الماضي. في حين حقق فيلم «رفعتُ عيني للسما»، الذي عُرض للمرة الأولى في مهرجان «كان» بنسخته الماضية، إيرادات لم تتجاوز 110 آلاف جنيه، فرُفع من الصالات السينمائية بعد أسبوع واحد من بدء عرضه.

ولا تُعدّ هذه الأفلام استثناءً من الظاهرة اللافتة، إذ كان من بينها فيلم «19 ب» للمخرج أحمد عبد الله السيد، الذي لم يصمد في دور العرض عند طرحه عام 2023 أكثر من أسبوع، رغم حصوله على 3 جوائز في مهرجان «القاهرة السينمائي» وعرضه في كثير من المهرجانات السينمائية، ما يطرح تساؤلاً حول أسباب عدم صمود «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

الملصق الدعائي لفيلم «رفعت عيني للسما» (الشركة المنتجة)

وفقاً للناقد السينمائي أندرو محسن فإن «الأفلام التي تُشارك في المهرجانات تختلف نسبياً عن الأفلام الجماهيرية المعتادة»، ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «قد يتغير هذا الأمر تدريجياً مع الوقت، في ظل وجود أفلام جيدة استطاعت أن تحصد إيرادات رغم تقديمها بشكل مغاير عن السينما التجارية».

لكن الناقد المصري أحمد سعد الدين يشير إلى وجود مشكلة لدى صُنّاع السينما المستقلة، الذين يُركّزون على صناعة أفلام تُناسب أذواق لجانِ تحكيم المهرجانات وليس الجمهور. مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنه «يجري إعلاء الجانب الفني على الجانب الجماهيري، مما يجعل هذه الأعمال لا تلقى رواجاً في شباك التذاكر». ويتابع: «إن تقديم فيلمٍ تجاري ليس عيباً ولا يجوز الخجل منه، كما هو الحال في السينما العالمية. لكن في المقابل، لا بدّ من صناعة أفلام تحقّق ما يُقبِل الجمهور على مشاهدته وتُعرض في المهرجانات». وأشار إلى أن صُنّاع الأفلام «المستقلة» يحصلون على تمويل مسبق لمشاريعهم مما يجعلهم لا يعوّلون كثيراً على الإيرادات، ومن ثمّ لا يلبّون ما يطلبه الجمهور في تجاربهم.

وهنا يشير أندرو محسن إلى «وجود بوادر لتغيير اهتمامات الجمهور في شباك التذاكر من خلال تقديم تجارب سينمائية مغايرة حقّقت إيرادات كبيرة، مثل فيلم (رحلة 404) لمنى زكي و(الهوى سلطان) لمنة شلبي». وأكّد أن «الأفلام التي تتمتّع بجودة فنية عالية أصبحت أكثر قبولاً جماهيرياً في شباك التذاكر».

فيما يلفت سعد الدين إلى أن «الأفلام التي تحصد عادة إشادات نقدية لا تلقى رواجاً في الصالات، وهو أمر عرفته السينما المصرية منذ عقود، على الرغم من تباين التكلفة المالية أحياناً في ميزانيات الأفلام»، مستذكراً تحقيق فيلم «إسماعيلية رايح جاي» إيرادات كبيرة في شباك التذاكر، في حين لم يصمد فيلم «المصير» أمامه في شباك التذاكر رغم جودته الفنية وعرضه في مهرجانات دولية عدة، منها «كان».

وكان فيلم «يوم الدين»، الذي اختارته مصر لتمثيلها في الترشح لجوائز «الأوسكار»، وعُرض عام 2018 في مهرجان «كان»، قد حقّق إيرادات أقل من 1.6 مليون جنيه، ولم يستمر في دور العرض أكثر من 3 أسابيع.


المصدر : وكالات

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل