تعافت مؤشرات الأسهم الأميركية، الثلاثاء، لكنها قلصت بعض مكاسبها الاستثنائية التي حققتها هذا العام. وقد تراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.5 في المائة في التعاملات المبكرة، على الرغم من أنه لا يزال قريباً من أعلى مستوياته التاريخية التي سجلها في وقت سابق من هذا الشهر. كما خسر مؤشر «داو جونز» الصناعي 188 نقطة، أي ما يعادل 0.4 في المائة، بينما انخفض مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.6 في المائة عن مستواه القياسي الذي سجله في اليوم السابق، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».
وتراجعت أسهم «إنفيديا»، السهم المتميز الذي كان أحد الأسباب الرئيسة لتحقيق «وول ستريت» أرقاماً قياسية متكررة هذا العام، بنسبة 2.9 في المائة، مما أثقل كاهل السوق. والسهم في طريقه لتسجيل خسارته الثامنة في الأيام التسعة الماضية، حيث انخفض بأكثر من 10 في المائة عن الرقم القياسي الذي سجله الشهر الماضي، مع تباطؤ زخمه التصاعدي. وكما هي الحال مع السوق الأميركية بشكل عام، شهدت أسهم «إنفيديا» ارتفاعاً كبيراً لدرجة أن المنتقدين يحذرون من أن التوقعات أصبحت مرتفعة للغاية، وأن سعر السهم سيكون منطقياً فقط إذا استمرت الأمور على المسار الصحيح.
وفي استطلاع لمديري الصناديق العالمية، كشف الاستراتيجيون في «بنك أوف أميركا» أن كثيراً منهم يستثمرون في الأسهم الأميركية، ويقومون بسحب احتياطياتهم النقدية للقيام بذلك. وأظهر الاستطلاع أن مديري الصناديق يحتفظون بنسبة صغيرة من إجمالي محافظهم النقدية، وهو ما يشبه الوضع الذي كان سائداً في عامي 2002 و2011 اللذين سبقتهما فترات صعبة للاستثمارات الأكثر خطورة.
وقال الاستراتيجي مايكل هارتنيت في تقرير صادر عن «بنك أوف أميركا غلوبال ريسيرش» إن أوسع مقياس للتفاؤل في الاستطلاع، استناداً إلى توقعات النمو الاقتصادي ومؤشرات أخرى، بلغ أعلى مستوياته منذ أغسطس (آب) 2021.
من جهة أخرى، يُتوقع أن يحقق «مؤشر ستاندرد آند بورز 500» أحد أفضل أعوامه منذ بداية الألفية، حيث ظل الاقتصاد الأميركي مرناً بشكل ملحوظ، مع ارتفاع الآمال في أن تعزز سياسات الرئيس المنتخب دونالد ترمب النمو دون التأثير بشكل كبير على التضخم. بينما بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في تيسير الأمور من خلال خفض أسعار الفائدة من أعلى مستوياتها في عقدين من الزمن. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يعلن الفيدرالي عن خفض ثالث لسعر الفائدة الرئيسي يوم الأربعاء، كما سيكشف المسؤولون عن توقعاتهم بشأن اتجاه الأسعار في السنوات المقبلة. ومع ذلك، تظل التوقعات بشأن التخفيضات المقبلة في الاتجاه الهابط، حيث يبدو أن التضخم لا يزال عنيداً في تقليصه للوصول إلى هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة.
وفي سوق السندات، انخفض عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.39 في المائة من 4.40 في المائة في نهاية يوم الاثنين، فيما استقر العائد على السندات لأجل عامين عند 4.25 في المائة كما كان في نهاية يوم الاثنين.
وفي «وول ستريت»، ارتفع سهم «فايزر» بنسبة 4.1 في المائة بعد أن قدمت الشركة توقعات بأرباح قوية للعام المقبل تفوق توقعات بعض المحللين. من ناحية أخرى، انخفض سهم «برودكوم» بنسبة 3.7 في المائة، وكان في طريقه لتحقيق خسارته الأولى بعد سلسلة من المكاسب الكبيرة، حيث قفز السهم بنسبة 24.4 في المائة، ثم 11.2 في المائة في أيام متتالية بعد أن قدمت الشركة تقرير أرباح أقوى من المتوقع، بالإضافة إلى توقعات مشجعة للإيرادات المقبلة مدفوعة بالطلب على منتجات الذكاء الاصطناعي.
وفي أسواق الأسهم العالمية، انخفض مؤشر «فوتسي 100» في لندن بنسبة 0.6 في المائة قبل إعلان أسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا يوم الخميس. كما سيجتمع البنك المركزي الياباني لمناقشة أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وانخفض مؤشر «نيكي 225» في طوكيو بنسبة 0.2 في المائة.
المصدر : وكالات