تعتبر نظريات المؤامرة جزءا لا يتجزأ من غالبية المجتمعات، حيث يقوم المؤمنون بهذه النظريات بتقديم تفسيرات غريبة ومعقدة للأحداث التي تقع حولهم، تفتقر إلى الأسس والأدلة.
فما الذي يدفع الناس إلى تبني هذه المعتقدات؟
وفقا لدراسة جديدة، شملت 55 ألف مشارك، ونقلها موقع «ذا كونفرسيشين» فإن بعض العوامل النفسية تجذب الناس إلى نظريات المؤامرة.
ومن بين هذه العوامل شعور الأشخاص بانعدام السيطرة على الأوضاع والأحداث المحيطة، وبالتالي فإنهم يلجأون لنظريات المؤامرة كوسيلة لتطمين أنفسهم وللشعور بأنهم ما زالت لديهم القدرة على فهم الأحداث والمواقف غير المتوقعة وإيجاد تفسير منطقي لها. وهذه الأمور تمنحهم شعوراً بالسيطرة – وإن كان في غير محله.
وقد ينبع تصديق نظريات المؤامرة أيضا من حاجة الناس للشعور بالانتماء. فالشعور بالارتباط بالآخرين أمر ضروري لرفاهيتنا. وبالنسبة لأولئك الذين يشعرون بالعزلة أو التهميش، يمكن للمجموعات التي تروج لنظريات المؤامرة أن توفر لهم مجتمعاً يصدق وجهات نظرهم ويشترك معهم في آرائهم.
ولفت فريق الدراسة إلى أن هناك عواقب سلبية واضحة لتصديق نظريات المؤامرة. فهذه النظريات غالباً ما تعزز عدم الثقة في السلطات، وتشجع على انتشار المعلومات المضللة، وفي بعض الحالات، تجعل الناس يتخذون إجراءات تضر بالمجتمع ككل.
ومن ثم فإن فهم العوامل النفسية المؤدية لهذه المعتقدات، قد يساعد في معالجتها من جذورها، بحسب الفريق.
وأشار الباحثون إلى أن التعرف على من هم الأكثر عرضة لخطر هذه المشكلة يسمح بتطوير أدوات مستهدفة «للحد من جاذبية نظريات المؤامرة وتعزيز مجتمع قائم على الثقة والحوار المفتوح»، بحسب قولهم.
وأكدوا أن فهم السبب وراء هذه المعتقدات هو الخطوة الأولى في بناء القدرة على الصمود ضد المعلومات المضللة في مجتمعاتنا.
المصدر : وكالات