لماذا تفجر «الآراء السلبية» في الرموز الفنية معارك مجتمعية؟ – مشاهير

إسلام جمال19 يناير 20253 مشاهدة
لماذا تفجر «الآراء السلبية» في الرموز الفنية معارك مجتمعية؟ – مشاهير


أثارت واقعة التشكيك في موهبة الفنان الراحل شكري سرحان التي فجرها رأي الممثلين أحمد فتحي وعمر متولي عبر أحد البرامج ردود فعل متباينة، وتحول الأمر إلى معركة بين أطراف عدة من فنانين ونقاد ونقابة الممثلين والجمهور والإعلام، وهو أمر يحدث دائماً مع الآراء السلبية التي تنال من مواهب راسخة في وجدان الناس، وقد تكرر الأمر في مواقف عدة سابقة بشكل مختلف. فحين صرح سابقاً الكاتب الراحل مفيد فوزي بأنه «فيروزي الهوي» وليس «كلثومي» أثار رأيه غضب عشاق أم كلثوم، والأمر لم يقتصر على مصر فقط، بل تكرر في دول عربية أيضاً، حدث هذا مع المطرب العراقي كاظم الساهر، ومع أكثر من فنان عربي.

الفنان العراقي كاظم الساهر (فيسبوك)

يبرر الناقد الكويتي عبد الستار ناجي تحول الأمر إلى معارك، بقوله: «تتفجر هذه المعارك لأن الرأي يأتي من أشخاص غير متخصصين وبعيدين كل البعد عن الموضوعية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الآراء تتجاوز حدود اللياقة والمنطق، مما يجعل ردة الفعل حادة».

وبحسب الناقدة الأردنية رانيا حداد، فإن المعارك التي تحدث حول انتقادات سلبية لشخصية فنية أو مبدعة أو حتى سياسية، تعود لأن هناك صورة راسخة في وجدان الناس عنهم، فإذا حاول أحد أن يهز هذه الصورة تحدث ضجة كبيرة، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «نحن بوصفنا شعوباً عربية نميل لتقديس بعض الشخصيات ونرفض المساس بها»، مشيرة إلى أنه «عند تقييم شخصية لا بد من الأخذ في الاعتبار العصر الذي عاشت فيه ولا نحاسبها بمعايير عصرنا».

وهو ما يتفق معهما فيه الناقد العراقي كاظم سلوم، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن هناك «رموزاً لا أحد يقبل الإساءة إليها أو الانتقاص منها»، وأضاف: «أعتقد أن أكثرها قيمة في الواقع الرموز الفنية والثقافية التي تمس مشاعرنا؛ لأن الرموز السياسية قد تتغير قناعاتنا بها مع الوقت، لكن على مستوى العمل الثقافي هناك منجز أمامنا يظل مؤثراً، فمثلاً نجيب محفوظ رمز لا نقبل المساس به»، لافتاً لتنمر البعض في العراق على المطرب الكبير كاظم الساهر قائلين إنه لا يتحدث باللهجة العراقية، وهذا ليست له علاقة بالفن الذي يقدمه، حسبما يقول سلوم، مُعلناً رفضه لأي إساءة للرموز.

الفنانة اللبنانية فيروز (فيسبوك)

ويشدد الناقد السعودي خالد ربيع على «حق كل إنسان في أن يقول رأيه بشرط عدم التجريح أو التجاوز»، مشيراً إلى أن «البرنامج الذي أثار التشكيك في موهبة شكري سرحان كان دردشة غير مسؤولة، وأن الضجة الإعلامية التي أثارها المستشار الإعلامي لأسرة الفنان الراحل كان لها دور كبير في الترويج لمقدميه»، مؤكداً أن «تاريخ الفنان شكري سرحان ليس بحاجة للدفاع عنه».

وعَدّ سلوم «واقعة الفنان المصري ضجة مفتعلة لا داعي لها، ولا تنتقص من قيمة الفنان الراحل»، مؤكداً أن «معظم الأداء في زمنه كان يشبه أداءه، وهو نجم شئنا أم أبينا، فقد قدم أفلاماً مهمة جداً لا تزال في ذاكرة الجمهور، ومن تحدثوا عنه هل يملكون موهبته، وهل هم على دراية بفن التمثيل حتى ينتقدوه، أم يبحثون عن (التريند)؟ ما أراه تنمراً على نجم راحل»، معتبراً فيلمه «اللص والكلاب» أحد أهم الأفلام المصرية في ذاكرة السينما.

ويلفت خالد ربيع إلى أن مثل هذه التصريحات تتكرر كثيراً، مؤكداً أن «أحد الناشطين كتب كلاماً قاسياً عن الممثلة السعودية فاطمة البنوي العام الماضي، وبسبب وعي ورجاحة عقل البنوي لم تثر الموضوع بقدر ما أثاره متابعون، وانتهى الأمر بتقدير كبير لها بعد رفضها الخوض فيه أو إحداث ضجة حوله».

وعلى الصعيد الخليجي، يشير ناجي إلى أنه «تنطلق بين الحين والآخر بعض الحجارة العشوائية وسرعان ما تذهب للنسيان؛ لأن الشجرة المثمرة تُلقى دائماً بالحجارة وهو ما درجنا عليه في العالم العربي»، فيما يرى أن «واقعة شكري سرحان نتاج لحالة الخواء التي يريد البعض أن يسرق الضوء من خلالها»، قائلاً: «برغم احترامي الشديد للرأي الآخر فإن ما أُثير في قضية سرحان هو في الحقيقة تشويه وتطاول على قامة أثرت في حياتنا الفنية، وما أحوجنا لأن نرتقي ونقدر تلك القامات الشامخة».

وفي الختام تقول رانيا حداد: «إننا اعتدنا عند تناول السيرة الذاتية لفنان في عمل درامي أن نظهر الصورة الإيجابية لهذا الفنان، وكأنه مقدس وليست به جوانب سلبية»، ضاربة المثل بمسلسل «أم كلثوم» الذي تعمد طرح الجوانب الإيجابية فقط، على العكس من مسلسل «أسمهان» الذي كانت به جرأة كبيرة ومغايرة في تناول سيرة الفنانة الراحلة.


المصدر : وكالات

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل