اختير الفيلم الروائي المصري «المستعمرة» ليشارك في مسابقة «العمل الروائي الأول» بالنسخة 75 من مهرجان «برلين السينمائي الدولي»، الذي تنطلق فعالياته خلال الفترة من 13 إلى 23 فبراير (شباط) المقبل، والفيلم هو العمل الروائي الأول لمخرجه محمد رشاد، الذي سبق أن قدّم الفيلم التسجيلي «النسور الصغيرة» عام 2016، ومن إنتاج هالة لطفي، ويعتمد على الوجوه الجديدة التي تظهر أمام الكاميرا للمرة الأولى.
وسبق أن حصل فيلم «المستعمرة» على دعم من «معمل مهرجان البحر الأحمر» في دورته الثانية عام 2022، بجانب حصوله على جائزة دعم بالدورة الماضية من مهرجان الجونة، بعد مشاركته في منصة «سيني جونة»، وهو من بطولة أدهم شكري، وزياد إسلام، ومحمد عبد الهادي، وهنادي عبد الخالق، وهاجر عمر، وعماد غنيم.
وتدور الأحداث بعد وفاة والد البطل في مصنع خراطة نتيجة حادث عمل، ليتخلّى حسام، شاب في الثالثة والعشرين من عمره، عن حياته التي يعيشها، ويبدأ العمل في المصنع نفسه ليكون مسؤولاً عن والدته المريضة وأخيه مارو، إلا أن الشكوك تساوره حول طريقة وفاة والده.
وتقول منتجة الفيلم هالة لطفي لـ«الشرق الأوسط»: إن «حماسها لتجربة الفيلم يرجع إلى فكرته وطبيعة أحداثه المُغايرة عن الأعمال التي تقدم، كونه يدور في إطار دراما اجتماعية حول اثنين من الأشقاء»، لافتة إلى أن «العمل مكلف من الناحية الإنتاجية، مقارنة بطبيعة أحداثه التي لا تعتمد على نجم، ولمخرج يخوض تجربته الروائية الأولى».
وأضافت أن اسم الفيلم هو اسم لمنطقة بناها الاحتلال الإنجليزي مطلع القرن الماضي لتكون مقر إقامة العمال العاملين في المصانع، لافتة إلى أن العمل على الفيلم استمر نحو 5 سنوات قبل وصوله إلى برلين.
ويرجع المخرج محمد رشاد حماسه لكتابة الفيلم وتقديمه إلى رغبته في تقديم فيلم عن حياة العمال باعتبارها تجربة لم يشعر بأنها قدمت سينمائياً، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن فكرة الفيلم جاءته مصادفة خلال لقائه مع أحد الأشخاص بمقهى في الإسكندرية، وحديثه عن وفاة عامل البناء داخل شركة، وعمله فيها بعد ذلك.
وأوضح أنه تحمّس لتقديم الحكاية في عمل سينمائي، وبدأ كتابة السيناريو الخاص، مع تفضيله الاستعانة بوجوه جديدة لبطولة الفيلم، ما دفعه للبحث على مدار نحو 6 أشهر عن الأبطال بين المسارح المختلفة واختبارات الأداء.
وأضاف أن رحلة البحث جعلته يستقر على أدهم شكري، وهو طالب بمعهد الفنون المسرحية بالإسكندرية، لتجسيد دور الشقيق الأكبر، في حين تم اختيار زياد إسلام، وهو طالب بالمرحلة الإعدادية، ليكون الأخ الأصغر، مشيراً إلى أن الأخير وجده بالمصادفة، ولم تكن لديه رغبة في خوض تجربة التمثيل بالبداية.
ويرجع المخرج المصري جزءاً من طول رحلة الفيلم نتيجة صعوبات الإنتاج والتمويل والبحث عن مصادر مالية لإنتاجه وخروجه للنور، بجانب حرصه على الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة، وتعدد مواقع التصوير التي تدور فيها الأحداث.
وتعدّ منتجة الفيلم هالة لطفي أن صعوبات التمويل التي تواجه هذه النوعية من الأعمال تستنزف طاقات المخرجين والمبدعين، وتجعلهم يقضون سنوات طويلة في رحلة البحث عن الدعم للفيلم الأول، مؤكدة ضرورة إيجاد آلية تسهل هذه الرحلة على صناع الأفلام.
وتشهد النسخة المقبلة من مهرجان «برلين السينمائي» وجود 3 أفلام مصرية بمسابقات مختلفة، من بينها الفيلم المصري السعودي «ضي… سيرة أهل الضي»، ضمن مسابقة «أجيال»، وهو الفيلم الذي عرض عالمياً للمرة الأولى بحفل افتتاح النسخة الماضية من مهرجان «البحر الأحمر السينمائي»، ومن تأليف هيثم دبور وإخراج كريم الشناوي، بجانب مشاركة الفيلم المصري الوثائقي «آخر زيارة»، الذي يُعرض ضمن فعاليات برنامج «الفورم الممتد»، وهو من بطولة الشقيقين رضا ومحمد محمود، وسيناريو وإخراج وإنتاج وتصوير محمود إبراهيم.
المصدر : وكالات