ركب الرهينة الإسباني السابق، نافارو كندا خواكيم، منتصف نهار الأربعاء، طائرة من مطار العاصمة الجزائرية إلى إسبانيا، حيث كانت عائلته في انتظاره، بعد ظرف صعب عاشه محتجزاً بين يدي جماعة مسلحة مجهولة في شمال مالي بين 14 و21 من الشهر الحالي.
وقبيل سفره شارك السائح الإسباني في مؤتمر صحافي جرى بمقر وزارة الخارجية الجزائرية، نظمه أمين عام الوزارة لوناس مقرمان، وسفير إسبانيا بالجزائر فرناندو موران، بغرض الإعلان عن «النهاية السعيدة لعملية الخطف»، التي نسبتها الجزائر لـ«عصابة مسلحة».
وبدا الرهينة السابق متعباً وتحدث للصحافة بفرنسية سليمة وصوت خافت، معبَراً عن «سعادتي بوجودي هنا، وأشكر السلطات الجزائرية على حسن صنيعها وعلى توفير الأمان لي». كما قال إنه «يشكر رئيس الجمهورية (الجزائري) الذي كان دائم الحضور في هذه القضية».
وأضاف السائح الستيني أنه «عاش ظرفاً معقداً»، لافتاً إلى «أنني ما زلت في حالة صدمة، سأكون بحاجة إلى أيام قليلة لاستعادة الهدوء والسكينة».
من جهته، أكد مقرمان أن «الانفراجة السعيدة لاختطاف خواكيم بالمنطقة الحدودية الجزائرية – المالية من قبل عصابة مسلحة، كانت نتيجة جهود مكثفة بذلتها مختلف الأسلاك الأمنية الجزائرية مع شركاء أمنيين بالمنطقة، تم خلالها تسخير كل الإمكانيات البشرية واللوجستية… للوصول إلى المختطف، وتحريره والحرص على سلامته. كما تمت إحاطة السلطات الإسبانية، في حينها، بتطورات عمليات البحث عنه».
ووفق المسؤول ذاته، فإن الجزائر لها «سجل حافل في مثل هذه المواقف الإنسانية، إذ ساهمت في مرات عديدة في تحرير الرهائن، ولعبت في مواقف أخرى دور الوسيط الفاعل، بما يحفظ النفس البشرية ويجنب المآسي المحزنة».
أما السفير الإسباني فقال إن سلطات بلاده «تهنئ نفسها والسيد خواكيم على النهاية السعيدة للحادثة التي كان ضحية لها، وتشكر بقوة السلطات الجزائرية لمساهمتها الفاعلة، وللتدابير التي اتخذتها بهدف التوصل إلى هذه النتيجة»، مشيراً إلى أن للجزائر «دوراً رئيساً في مكافحة الإرهاب».
وكانت وزارة الدفاع الجزائرية ذكرت، ليل الثلاثاء، أن مصالح الأمن رافقت الرهينة السابق من مطار بالحدود الجزائرية – المالية، إلى مطار عسكري بالضاحية الجنوبية للجزائر العاصمة. ووصل خواكيم في الليلة نفسها، بحسب الصور التي نشرتها وزارة الدفاع، «في صحة جيدة، وأنه كان في رحلة سياحية عندما تم اختطافه من طرف عصابة مسلحة تتكون من خمسة أفراد».
وظل خواكيم محتجزاً لدى جماعة مسلحة مجهولة منذ 14 من الشهر الحالي، تاريخ خطفه من تمنراست بجنوب الجزائر، واقتياده إلى شمال مالي، حسبما ذكرت وكالات أنباء عالمية. ولا يعرف لحد الساعة أي تفاصيل عن ظروف تحريره، ولا عن هوية الخاطفين. كما لم تذكر أي جهة على صلة بالحادثة إن كان الخاطفون طرحوا شروطاً مقابل إخلاء سبيله.
وفي نفس الليلة، التي استعاد فيها الإسباني حريته، أصدرت «جبهة تحرير أزواد»، التي تمثل الطوارق المعارضين لباماكو، بياناً أوضحت فيه أن تحرير خواكيم تم بفضل عناصرها. وأبرزت أن «إحدى وحداتنا نفذت العملية بالموازاة مع مفاوضات جرت من خلال وسطاء».
وأفاد «المجلس الأعلى من أجل وحدة أزواد»، إحدى المجموعات المكوّنة لـ«الجبهة»، أن الإسباني تم تحريره في منطقة مينكا بشمال مالي، من دون تقديم أي معطيات عن الخاطفين ودوافعهم لاحتجاز السائح.
وقد تلا اختطاف الإسباني بأيام، اختطاف سيدة نمساوية في شمال النيجر، وهو بلد آخر في منطقة الساحل، الذي يشترك أيضاً في الحدود مع مالي.
وتُعدّ عمليات اختطاف الأجانب أو المواطنين أحد مظاهر العنف المتعدد الأوجه الذي يعصف بمالي ومنطقة الساحل منذ عام 2012.
المصدر : وكالات