في عصر تتكاثر فيه الأقاويل بشأن الخيارات الغذائية الصحية وتلك الضارة، قد يعتقد كثير من الأشخاص أن حليب الصويا أو اللوز أو الشوفان أو جوز الهند أفضل من الناحية الصحية من حليب البقر.
إلا أنه، وفقاً لما أكده خبراء لصحيفة «التلغراف» البريطانية، فإن الحليب الخالي من منتجات الألبان، مثل حليب الصويا أو اللوز أو الشوفان أو جوز الهند، غالباً ما يكون مليئاً بالزيت والنكهات والمثبّتات التي قد تضر بالصحة بالنهاية.
ويرى الخبراء أن حليب البقر يحتوي على عدة فوائد صحية كبيرة، سواء كان كامل الدسم، أو منزوع الدسم، على الرغم من وجود بعض الاختلافات الصحية بين الخيارات الثلاثة.
فالحليب كامل الدسم الأكثر احتواءً على الدهون والسعرات الحرارية؛ حيث يحتوي على 132 سعرة حرارية و7.4 غرام من الدهون لكل 200 ملليمتر. ومع ذلك، فإنه يحتوي بشكل طبيعي على مستويات أعلى قليلاً من الفيتامينات التي تذوب في الدهون مثل فيتامين «أ» وفيتامين «د».
ويقول الخبراء إن الحليب قليل الدسم أو منزوع الدسم من الخيارات الأفضل إذا كنتَ تهدف إلى إدارة وزنك أو مراقبة مستويات الكوليسترول لديك.
لكنهم أكدوا أن حليب البقر بشكل عام يحتوي على عدة فوائد صحية، من بينها:
يحتوي على نسبة عالية من البروتين والكالسيوم
يقول خبير التغذية روب هوبسون إن حليب البقر مصدر عالي الجودة للبروتين. ويحتوي كل كوب سعة 200 مل على نحو 7 غرامات من البروتين.
كما يوفر كل كوب أيضاً 130 ملليغراماً من الكالسيوم. ويدعم هذا المعدن صحة العظام والأسنان والعضلات.
مصدر رائع لفيتامين «ب 12» والفيتامينات الأخرى
يحتوي كوب من حليب البقر على جميع احتياجاتنا اليومية من فيتامين «ب 12» تقريباً (1.3 ميكروغرام تقريباً). ونحن نحتاج إلى ما يكفي من فيتامين «ب 12» حتى يتمكن الجسم من صنع خلايا الدم الحمراء والحفاظ على صحة الجهاز العصبي.
ويُعتبر حليب البقر أيضاً مصدراً لفيتامين «د»، الذي ينظم كمية الكالسيوم في الجسم، والريبوفلافين الذي يحافظ على صحة الجلد والعينين.
وتدعم هذه العناصر الغذائية معاً صحة العظام ووظيفة العضلات وإنتاج الطاقة، مما يجعل هذا النوع من الحليب إضافة مفيدة لنظام غذائي متوازن، كما يقول هوبسون.
تعزيز إنتاج «هرمون السعادة»
تشير الأبحاث إلى أن حليب البقر قد يحمي من القلق والاكتئاب. ووجدت دراسة رصدت معدلات الأمراض العقلية بين أكثر من 350 ألف شخص في المملكة المتحدة أن أولئك الذين شربوا حليب البقر منزوع الدسم كانوا أقل عرضة للاكتئاب بنسبة 12 في المائة، وأقل عرضة للقلق بنسبة 10 في المائة، مقارنة بالأشخاص الذين يشربون الحليب النباتي.
يقول هوبسون إن سبب هذه النتائج قد يكون لأن حليب البقر غني بالكالسيوم وفيتامين «د»، وهما عنصران غذائيان أساسيان لتنظيم الحالة المزاجية وصحة الدماغ.
ويضيف: «يساعد الكالسيوم في دعم إنتاج السيروتونين الذي غالباً ما يُطلق عليه (هرمون السعادة)». ويلاحظ هوبسون أن الأحماض الدهنية الموجودة في الحليب منزوع الدسم قد تحمي الدماغ، مما قد يلعب دوراً في تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.
ويضيف: «غالباً ما تفتقر أنواع الحليب النباتية، مثل حليب الشوفان، إلى هذه العناصر الغذائية ما لم يتم تدعيمها، وهو ما قد يفسر جزئياً سبب تفضيلنا حليب البقر عن الألبان النباتية».
يساعد على خفض خطر الإصابة بسرطان الأمعاء
تشير الأبحاث إلى أن شرب حليب البقر كل يوم قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة 17 في المائة.
ووجد العلماء أن الحصول على 300 ملغ إضافية من الكالسيوم يومياً، أي ما يعادل كوباً كبيراً من الحليب كان ضرورياً لرؤية التأثير.
ويقول هوبسون: «يوفر الحليب أيضاً مغذيات أخرى، مثل فيتامين (د) والبروتين، التي تدعم صحة الأمعاء بشكل عام وعمليات إصلاح الخلايا».
ما هو أفضل البدائل النباتية الصحية لحليب البقر؟
يقول هوبسون إن حليب الصويا هو الحليب النباتي الأكثر صحة.
ويضيف: «إنه أقرب إلى حليب البقر من حيث البروتين، وغالباً ما يكون مدعوماً بالكالسيوم والفيتامينات. لكن حاول أن تبحث عن العلامات التجارية التي لا تضع إضافات مضرّة بالصحة له».
ويحتوي كل كوب من حليب الصويا على 66 سعرة حرارية و0.6 غرام من الدهون و6.6 غرام من البروتين.
المصدر : وكالات