على مدى العقود الماضية، برز عدد من رجال الأعمال في سوريا كأذرع اقتصادية نافذة داخل منظومة الحكم، مستفيدين من قربهم من الدوائر الأمنية والسياسية. بعضهم تحول إلى رموز للفساد والاحتكار، حيث استفادوا من الامتيازات والعلاقات لتكديس ثروات طائلة. في هذا التقرير، نسلط الضوء على بعض هؤلاء الشخصيات، وأدوارهم في المشهد الاقتصادي السوري.
محمد حمشو: رجل الأعمال النافذ
يعد محمد حمشو من أبرز رجال الأعمال الذين صعدوا إلى الواجهة بفضل علاقاتهم الوثيقة بالنظام. بدأ حمشو نشاطه في قطاع الاتصالات والتجارة والفضائيات، لكنه سرعان ما توسع ليصبح واجهة استثمارية لمصالح عليا داخل النظام. شغل مناصب مختلفة، منها الأمين العام لغرفة الصناعة والتجارة المشتركة السورية – الصينية، كما دخل البرلمان السوري ممثلاً عن دمشق. استفاد حمشو من احتكار مشاريع الإنشاءات والاتصالات، وأدرج اسمه في العقوبات الغربية بسبب دوره في دعم النظام السوري ماليًا واقتصاديًا.
وسيم القطان: رجل السيدة الأولى
برز وسيم القطان كأحد رجال الأعمال المقربين من أسماء الأسد، السيدة الأولى في سوريا. في فترة وجيزة، حصل على امتيازات كبيرة في قطاع الاستثمار، لا سيما في مجال إدارة المولات والمشاريع العقارية. منحته الحكومة عقود استثمار لمجمعات تجارية ضخمة في دمشق، مثل مول “الأسواق الحرة” و”قاسيون مول”، ما جعله واحدًا من الوجوه الاقتصادية الجديدة التي تعكس نفوذ الدائرة الضيقة حول السيدة الأولى.
محمد المليح: احتكار مزادات السيارات
كان محمد المليح أحد رجال الأعمال الذين برزوا بفضل علاقته الوثيقة بـ خالد قدورة، أحد أهم المقربين من ماهر الأسد. وفقًا لمصادر مطلعة، كان المليح يستولي على السيارات التي تباع في المزادات بعد ترسيمها، ثم يقوم بنقلها إلى صالته الواقعة على أوتوستراد المزة لبيعها بأسعار مضاعفة. هذا الاحتكار منح المليح أرباحًا هائلة، وجعل منه شخصية بارزة في سوق السيارات الفاخرة في سوريا.
شخصيات أخرى نافذة
• سامر الفوز:
يعتبر الفوز أحد كبار المستثمرين في سوريا، حيث صعد نجمه خلال الحرب مستفيدًا من شراء أصول المصارف والعقارات والشركات التي تمت مصادرتها. حصل على عقود استثمارية ضخمة، خاصة في قطاع السكر والموانئ، كما لعب دورًا رئيسيًا في عمليات إعادة الإعمار التي يقودها رجال الأعمال المرتبطون بالنظام.
• خضر طاهر (“أبو علي خضر”)
يعد من أهم الشخصيات التي برزت في السنوات الأخيرة كواجهة مالية وأمنية للنظام. يسيطر طاهر على شبكة من الشركات الأمنية والخدمات اللوجستية، وارتبط اسمه بفرض الإتاوات على حركة الشاحنات بين المحافظات، ما منحه نفوذًا اقتصاديًا كبيرًا.
ختام
يعكس صعود هؤلاء الشخصيات مدى ارتباط السلطة بالاقتصاد في سوريا، حيث تحول رجال الأعمال المقربون من النظام إلى أدوات لتعزيز السيطرة الاقتصادية والسياسية. وبينما فرضت العقوبات الدولية قيودًا على بعضهم، لا تزال شبكاتهم تعمل بطرق غير مباشرة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الاقتصاد السوري وإمكانية فك ارتباطه بهذه الدوائر الاحتكارية.