فاجأت دراسة بريطانية نشرت في المجلة الطبية «JAMA»، الأطباء في العالم بعد ما أظهرت نجاح طريقة المصريين القدماء في إجراء العمليات في الدماغ، وذكر في الدراسة أنه بهذه الطريقة، تصبح احتمالية نجاة المرضى وبقائهم على قيد الحياة أكبر 5 مرات من المرضى الذين يتلقون العلاج بالأدوية، وهو ما أظهر تقدم المصريين القدماء في مجال الطب.
جراحة المخ على الطريقة الفرعونية
وأوضحت الدراسة، أن العملية الجراحية تسمى «قطع القحف المخفف للضغط» وهي عبارة عن إحداث ثقب في الجمجمة لتقليل حجم الأورام الموجودة في المخ وبعدها يتم الضغط على الدماغ.
وأجريت الدراسة على 408 مرضى، ليظهر أن المرضى الذين خضعوا للعملية الجراحية على الطريقة الفرعونية كانت احتمالات النجاة لمدة عامين لديهم أكثر بنسبة 21%، وكان لديهم أيضا فرصة أكبر في التعافي، مقارنة بالمرضى المكتفين بالطرق التقليدية.
وفي هذا السياق، قال عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار، في بداية حديثه لـ«الوطن»، أن الحضارة المصرية القديمة تعرضت لظلم فكري بسبب الجهل بها، وعلى اعتبار أنها قديمة، لم يُقام عليها أي أساس علمي، وخصوصا من أبنائها الذين لا يعرف كثير منهم أن أول جراحات المخ في التاريخ تمت في بلادهم قبل أكثر من ستة آلاف عام.
تقدم المصري القديم
وأضاف «ريحان»، أن الاكتشافات التي ظهرت بعد وفاتهم لا حصر لها في الطب منها بعض السجلات المكتوبة، لتصف الممارسات الطبية المصرية القديمة بما فيها «بردية إبيرس» التي تحتوي على أكثر من 700 وصفة وعلاج لمختلف الأمراض، وبعض المعلومات حول بنية العظام وآلية عمل الدماغ.
وأوضح خبير الآثار، أن هناك صندوقا كبيرا مكتوبا عليه «عملية تربنة» تم اكتشافه على يد العلماء، ويحتوي على تفاصيل لعملية جراحة المخ بدقة، ويعود تاريخه إلى 2000 سنة قبل الميلاد.
وأكد أن الأطباء في مصر القديمة استعانوا ببعض المكونات الغريبة والأطعمة لاحتوائها على خصائص علاجية، ففي بعض الحالات كان المصريون القدماء يوصون بتناول إكسير يحتوي على مسحوق مومياء أو دم؛ لظنهم أنه يحتوي على خصائص سحرية لعلاج الصداع، وفي المقابل كان يتم علاج الصداع بواسطة تدابير قاسية، عن طريق حفر حفرة في الجمجمة لتخفيف الضغط على المخ.