على غرار فيلم «أونكل زيزو حبيبي» بطولة الفنان محمد صبحي، والذي تدور أحداثه أنه أصبح أفضل لاعب كرة قدم في مصر بعد أن حصل على «حقنة هتلر»، زادت في الفترة الأخيرة الإقبال على تناول ما يسمى بـ«حقنة هتلر»، ولكن هذه المرة لمواجهة البرد وليس لاكتساب القوة كما حدث مع «زيزو»، خاصة مع ارتفاع معدل الإصابة بفيروس كورونا في موجته السادسة والذي تتشابه أعراضه مع نزلات البرد.
وأثار ذلك جدلا كبيرا في الساعات الأخير بمصر، بعد ما انتشرت أخبار تفيد وفاة أحد الأشخاص داخل إحدى الصيدليات بمحافظة بورسعيد نتيجة تناوله تلك الحقنة، ليبدأ بعدها الأطباء في التحذير من تناول هذا العقار إلا من خلال استشارة طبيب مختص، خاصة أنها تسبب أمراضا أحيانا تكون خطيرة على المريض ويمكن أن تسبب في وفاته.
أخطار حقنة هتلر
وحذر المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، الدكتور حسام عبد الغفار، من الإسراف في تناول المضادات الحيوية والحقن التي يتم الحصول عليها دون الرجوع إلى طبيب، خاصة أن كل حالة مرضية تختلف عن الأخرى وكذلك الجرعات التي يتم وصفها من قبل الطبيب المختص، موضحًا أنها تختلف حسب الحالة والعمر والتاريخ المرضي والتوقيت الحاصل فيها على الجرعة سواء كانت «حقنة هتلر» أو غيرها.
سبب تسمية حقنة هتلر
ومن جانبه قال الدكتور إسلام عاصم، أستاذ مساعد التاريخ الحديث، في حديثه لـ«الوطن»، إن «حقنة هتلر» ليس لها حقبة تاريخية معينة إلا أنها انتشرت في الأحياء الشعبية المصرية والأرياف، وسميت بذلك كناية عن قوة مفعولها وسرعته كناية عن رد فعل «هتلر».
وأوضح «عاصم» أن الصيدلي هو من يحضِّرها من مجموعة فيتامينات ومضادات حيوية، بعد أن يحصل عليها المريض يشعر بأنه بصحة جيدة إلا أنه يشعر بعدها بتعب مضاعف فيلجأ إلى الصيدلي مرة أخرى دون الاستعانة بطبيب مختص، مضيفاً أن هناك طقوسا علاجية لدى المصريين وعادات وتقاليد لا بد من تغييرها في ظل التقدم الهائل بالتكنولوجيا.
وفي هذا السياق، قال الدكتور أحمد شاهين، أستاذ الفيروسات بجامعة الزقازيق لـ«الوطن»، إن الموافقة والاعتماد على عقار معين للقضاء على فيروس سواء فيروس كورونا أو غيره أمر ليس سهلاً، موضحاً أن التركبية الخاصة بـ«حقنة هتلر» قد تتسبب في الوفاة لخطورة مكوناتها، وإلا كانت شركات الأدوية تتهافت على إنتاجها بشكل آمن.
وأكد «شاهين»، على خطورة تلقي المسكنات في شكل الحقن بالوريد، لما قد تسببه من مشاكل صحية خاصة لأصحاب الأمراض المزمنة أو لديهم حساسية من «الكورتيزون» الموجود في العقار، والذي يتسبب الإفراط في تناوله إلى إضعاف المناعة، بالإضافة إلى قرحة في المعدة ومشاكل في الكلى.