يمثل المتحف القومي للحضارة المصرية علامة فارقة للعمل السياحي في مصر، إذ يشهد إقبالًا كبيرًا منذ افتتاحه رسميا بإحتفالية ضخمة بدأت بموكب المومياوات الملكية، ويحوي المتحف مجموعة من القطع النادرة تعود لعصور مختلفة، منها آخر كسوة للكعبة المشرفة صنعت على أرض مصر، وتستعرض الوطن بالتزامن مع تغيير كسوة الكعبة في المملكة العربية السعودية تاريخ صناعة الكسوة في مصر.
آخر كسوة للكعبة صنعت بمصر
وقال الدكتور ميسرة عبد الله نائب الرئيس التنفيذي للمتحف القومي للحضارة والشئون الأثرية، بالتزامن مع الحدث السنوي لتغيير كسوة الكعبة المشرفة أمس: «يضم المتحف القومي للحضارة واحدة من أهم القطع التي تعتبر آخر كسوة صنعت بمصر لإرسالها ضمن موكب إلى أراضي الحجاز، وهي العادة التي بدأت في مصر منذ عهد الخليفة أبو بكر الصديق، طبقا للمصادر التاريخية التي أكدت أن الصديق جلب كسوة من أقمشة كانت تصنع في مصر تدعى القباطي، وهي أقمشة من القطيفة كانت تصنع في مصر بعدة مدن بالدلتا منها مدينة تنيس وشطا ودمياط وفي الفيوم أيضا».
وفي العصر الأموي، بحسب «ميسرة»، كانت الكسوة تبدل أربع مرات في السنة وكان لكل مرة منها لون مختلف أبيض وأصفر وأخضر وأحمر، وكانت المصانع المصرية لكسوة الكعبة تعمل طوال العام.
تساقط جدران الكعبة
وعن تاريخ الكسوة قال نائب الرئيس التنفيذي للمتحف القومي للحضارة المصرية، في تصريحات لـ«الوطن»، إن كسوة الكعبة تعتبر من عادات العرب ما قبل الإسلام، وكانت أول كسوة وضعها تبع بن أسعد الكامل والذي أمر عند زيارته الكعبة بصنع كسوة من أقمشة الحرير اليماني الأبيض، ووضعها على حوائط الكعبة، وأصبحت عادة في كل عام يتم وضع كسوة جديدة بألوان متعددة منها الأصفر والأحمر والأخضر
اللافت حسب «ميسرة»، في عصور ما قبل الإسلام أنه لم يكن هناك تغييرا للكسوة، ولكن كانت توضع الكسوة الجديدة فوق القديمة ومع تزايد الطبقات أثر ذلك على جدران الكعبة وتساقطت أجزاء من جدرانها وتم إعادة بناء تلك الجدران قبل بعثة النبي.