في ظل فارق الامكانيات والخبرة وكل شيء بينه وبين منافسه الذي ربما يفكر الف مرة قبل خوض لقاء الاياب ومن الافضل اكتفاؤه بهذا القدر في الذهاب.
فرض الزمالك سيطرته علي كل شيء في اللقاء ولم يترك لمنافسه الفرصة ليلتقط انفاسه او يصحح اخطاءه التي تكشفت من الدقيقة الاولي, وكان الفارس الابيض اشبه ما يكون في نزهة استمتع بها لاعبوه وسرحوا ومرحوا خلال الشوطين ويبدو انهم يرسلون خطاب تحذير لمنافسيهم بان المارد الابيض حامل اللقب خمس مرات عائد لعرش القارة مرة اخري.
الاثارة بدت ملامحها في المباراة وقبل انطلاق الشوط الاول بالدخلات الجديدة لوايت التراس والتي تضمنت لافتات قادمون بالجلاد وايضا الفارس الابيض علي جواد اسود.. ومع هذه الاجواء الحماسية من الجماهير التي حضرت اللقاء اطلق لاعبو الزمالك في الشوط الاول يمينا ويسارا ومن العمق لاختراق دفاع المنافس الذي اكتفي بالمشاهدة والاعجاب مثل كل الحاضرين في الملعب.
احداث اللقاء سارت في اتجاه واحد تقريبا طوال فترة الشوط وهو حارس مرمي الغزالة مؤمن ايكيان, الذي لم يكن له حول ولا قوة امام الهجوم الابيض المتتالي الضاغط لدرجة انه لم يتمالك اعصابه بعد ثلاث دقائق وخرج من مرماه بل ومن منطقة جزائه ليعنف زملاءه علي التوغل والخطورة المتكررة بلا انقطاع من الزمالك في مشهد غريب وطريف أيضا.
الدقائق الاولي جاءت لتنبيء باحراز الفارس الابيض هدفا مبكرا يريح الاعصاب, ولكن عدم تركيز احمد جعفر ومن ورائه محمد ابرهيم حال دون استغلال أي فرصة من الفرص المتاحة, بل جاء صلاح سليمان ليهدر هو الاخر ركلة حرة مباشرة بعد ان سددها بعيدا عن الشباك.
الضغط الابيض لم يتلقط انفاسه طوال الربع الساعة الاولي سواء من علي الأجانب عن طريق عمر جابر في الناحية اليمني او محمد عبد الشافي وصبري رحيل من اليسار بالاضافة الي اختراقات أحمد عيد ومحمد عبد ابراهيم من العمق.. وجاءت الدقيقة16 لتشهد اهتزاز شباك الغزالة للمرة الاولي عن طريق جعفر بعد استغلاله تسديدة عبد الملك المرتدة من الحارس المهزوز.
استمر طوفان الضغط الابيض بعد الهدف ويتكرر نفس السيناريو من اهدار الفرص السهلة سواء لعدم التركيز امام المرمي, او لتوفيق الحارس.. ويسدد نور السيد من خارج المنطقة ولكن الكرة تذهب بعيدا وتبدو ان هناك تعليمات من فييرا بضرورة التسديدة من الخارج, ثم يتبادل ابراهيم وجعفر الكرة في ثنائية رائعة يسجلها الاول محرزا الهدف الثاني في الدقيقة28 ليترجم السيطرة الحقيقية والاحتكار الكامل لفريقه للكرة.
بينما تواصل التحكم الابيض في مجريات الامور وتتوالي الفرص والاهداف الضائعة وسط اشتعال المدرجات بالشماريخ التي علي ما يبدو اشتقتها خلال الفترة الماضية, وتشهد الدقائق الاخيرة المزيد من الضغط الي ان جاءت الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع لتشهد الهدف الثالث للفارس الابيض والثاني لجعفر بعد استغلاله تسديدة جابر التي ارتدت من الحارس.
بدأ الشوط الثاني باعلان الزمالك شعار الهجوم ثم الهجوم وهو ما تأكد باشراكه احمد حسن بدلا من صبري رحيل, وعبدالله سيسيه مكان عبد الملك, ويهدر سيسيه هدفا مؤكدا في الدقيقة الاولي من تمريرة ساحرة لاحمد حسن.
كانت مخاوف فييرا في محلها في ظل تراجع الاداء فقد كاد بطل تشاد يسجل هدفا في الدقيقة27 لولا تأخر بوم سونج في التسديد اثناء انفراده بعبد الواحد السيد, ويستعيد سيسيه ذاكرة التألق ويحرز الهدف الرابع بضربة رأس في الدقيقة.28
وتنفتح شهية لاعبي الزمالك للتسجيل ويحرز احمد حسن الخامس ثم يتوج ابراهيم تألقه بهدف رائع بعده بدقائق معدودة بتسديدة من مسافة بعيدة, ثم اضاف سيسيه السابع في الدقيقة..88 وتمر الدقائق الاخيرة وسط محاولات لاحراز الثامن ولكن التسرع حال دون ذلك الي ان اطلق الحكم التونسي سعيد الكردي صافرة النهاية معلنا صعود الفارس الابيض الي دور الـ32.