حضّت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى الأربعاء الحكومة الإثيوبية ومتمردي تيغراي على بدء محادثات سلام بقيادة الاتحاد الإفريقي، ودعت إريتريا المجاورة إلى سحب قواتها من ساحات المعارك.
وأعربت الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا والدنمارك وألمانيا وهولندا في بيان مشترك عن “قلق عميق” إزاء انهيار هدنة استمرت خمسة أشهر في أواخر آب أغسطس، داعية الأطراف المتحاربين إلى وقف هجماتهم.
وقالت “ندعو الأطراف للإقرار بعدم وجود حل عسكري للنزاع، وندعو حكومة إثيوبيا والسلطات الإقليمية في تيغراي للمشاركة في محادثات بقيادة الاتحاد الإفريقي لمساعدة إثيوبيا في التوصل لسلام دائم”.
من الصراع في إثيوبيا (فرانس برس)
وحذرت الدول الغربية من انتهاكات تُرتكب من جميع الأطراف ومن بينها إثيوبيا وجبهة تحرير شعب تيغراي وإريتريا التي انخرطت مجددا في النزاع دعما لرئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد.
وتابع البيان أن “تجدد المعارك في شمال إثيوبيا يثير مخاطر كبيرة من ارتكاب مزيد من انتهاكات حقوق الإنسان”، مضيفا أن “أي حل دائم يجب أن يتضمن المساءلة عن ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان”.
محادثات بقيادة الاتحاد الإفريقي
ووافق المتمردون، بعد تردد، على قبول وساطة الاتحاد الإفريقي ومقره أديس أبابا، بعدما كانوا سابقا قد أعربوا عن هواجس لقرب التكتل من أبيي.
وكان الاتحاد الإفريقي قد دعا الطرفين للجلوس إلى طاولة المفاوضات في جنوب إفريقيا الأسبوع الماضي، لكن المحادثات لم تجرَ لأسباب قال دبلوماسيون إن بعضا منها لوجستي.
وفي نهاية الأسبوع قال مسؤول غربي رفيع إن “الاتحاد الإفريقي لم يكن قد أعد كل العناصر، حتى أن اختياره بعضا من المدعوين للمشاركة في هذه العملية جاء مفاجئا لهم”.
والجمعة أعلن الرئيس الكيني السابق أوهورو كينياتا، وهو أحد الوسطاء، أنه لن يشارك وسيطلب “توضيح هيكلية المحادثات وآلياتها”، مطالبا بإدراج بند وقف الأعمال العدائية ضمن أولويات جدول الأعمال.
ولم يشأ الاتحاد الإفريقي التعليق على مصير عملية السلام.
وفي بيانها الأربعاء دعت الدول الغربية إلى انسحاب قوات إريتريا التي تعد واحدة من أكثر الدول انغلاقا واستبدادا”، ودانت “تدخلها (الذي يسهم في) تصعيد” النزاع.
وقالت الدول الغربية “على جميع الأطراف الأجانب التوقف عن تلك الممارسات التي تؤجج الصراع”.
وقال المبعوث الأميركي إلى منطقة القرن الإفريقي مايك هامر الذي بدأ جولة في المنطقة في وقت سابق من الشهر الحالي سعيا للدفع من أجل السلام إن “عودة إريتريا إلى إثيوبيا زادت الأمور سوءا بشكل كبير”.
وخلال زيارته نيروبي السبت قال هامر إن “إجراء المحادثات أمر ملح لوقف القتال وتخفيف المعاناة وإيجاد سبيل للمضي قدما في حل القضايا العالقة بالحوار”.